عنوان المقال |
معالجة اللغة الطبيعية |
|
كاتب المقال |
|
عضو هيئة التدريس بكلية الحاسب الالي بالليث |
للتواصــــــــــــــل |
||
بسم الله الواحد المنان، خالق الإنس والجان، علمهما البيان، أما بعد: أبدأ نثر معرفتي في موضوع معالجة اللغة الطبيعية مستعيناً بالله ومعتمداً على طرحي بأسس علمية وأوراق بحثية، حيث أنني بحثت وتبحرت في هذا الموضوع وأوجزت معرفتي بهذه الأسطر القليلة التي أسأل الله فيها المنفعة. المصطلح العلمي لمعالجة اللغة الطبيعية هو Natural Language Processing ويختصر بـ NLP وهو حقل فرعي من علوم الحاسب الآلي والذكاء الاصطناعي. يهتم هذا المجال من العلوم بالتفاعل الذكي بين أجهزة الحاسب الآلي ولغات البشر الطبيعية، حيث يسهم هذا المجال بمساعدة الحاسوب بفهم لغات البشر كما يفعل البشر بينهم. تم استخدام تقنية معالجة اللغة الطبيعية في مجالات شتى وفي ابتكارات متنوعة، ومن أقرب هذه الأمثلة للإنسان في هذا العصر هو ما يملكه البشر بين أيديهم وأصبح المساعد الشخصي لهم في أجهزتهم المحمولة سيري (siri). سيري هو مساعد شخصي ذكي تم صنعه وتطويره من قبل شركة أبل ووضعه في أجهزتهم الخاصة، حيث يقوم بالتعرف على الكلام وتنفيذ الأوامر الموجهة له. ويوجد أمثلة كثيرة أخرى ملموسة ومتنوعة نستخدمها في حياتنا اليومية مثل خاصية الإكمال التلقائي والكتابة التنبؤية والتصحيح التلقائي المتوفرة في أجهزة الحاسوب والمحمول. فيبقى السؤال الذي يحير المستخدمين الغير مختصين في علوم الحاسب الآلي: كيف استطاع الإنسان جعل الآلة الصماء تقترب إلى ذكاء الإنسان إلى حد ما وتفهم اللغة البشرية بشكل مرضي عنه مقارنة بالتقنية الحديثة التي وصل إليها البشر؟!! استفاد علم معالجة اللغة الطبيعية بشكل كبير من التطورات الحديثة التي وصل إليها الباحثون في تعلم الآلة (machine learning) وخاصة تقنيات التعلم العميق (deep learning) في تعلم الآلة. فمعالجة اللغة الطبيعية ما هي إلا استخدام وتطبيق خوارزميات تعلم الآلة على النص والكلام، فتمكنوا من خلال هذه الخوارزميات تكوين عقل آلي للآلة يستطيع من خلاله تحليل وفهم لغة البشر. ولمعالجة اللغة الطبيعية ثلاثة أقسام رئيسية؛ وهي التعرف على الكلام، وفهم اللغة الطبيعية، وتوليد اللغة الطبيعية. لعل المقال هذا لا يكفي لترك العنان لقلمي لتفصيل الأنواع الرئيسية الثلاثة لمعالجة اللغة الطبيعية. فنكتفي بما سرد من مقدمة حول هذا المجال. كما أنه في نهاية هذا الموضوع، لا أستطيع القول بأنني قد وفيت الموضوع حقه، ولكنني بذلت جهدي وأخرجت عصارة أفكاري في هذا الموضوع، سائلاً المولى أن أكون وفقت في طرحه.
|