افتتح معالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس، مساء يوم الثلاثاء الموافق 21/ 7/ 1438هـ، الملتقى الثاني والثلاثين للجمعية السعودية لعلوم الحياة، بالتعاون مع كرسي الأمير سلطان للبيئة والحياة الفطرية، والذي تستضيفه كلية العلوم التطبيقية بأم القرى خلال الفترة من 21 – 23 / 7 / 1438هـ، بعنوان "الإنسان والتنمية البيئية في رؤية 2030م"، بمشاركة عدد كبير من الباحثين والمتخصصين بالجامعات السعودية ومراكز البحث العلمي في مجال البيئة وعلومها، وذلك بقاعة الملك عبدالعزيز التاريخية بالمدينة الجامعة بالعابدية، فيما تعقد الجلسات العلمية وورش عمل الملتقى بفندق "هوليدي إن"، بحي العزيزية بمكة المكرمة.
بدأ اللقاء بآيات من الذكر الحكيم، ثم ألقيت كلمة عميد كلية العلوم التطبيقية الدكتور وليد ألطف، أكد فيها أنه مضى على عقد اللقاء السابق للجمعية السعودية لعلوم الحياة في رحاب جامعة أم القرى 20 عاماً، وخلال هذين العقدين توالت لقاءات هذه الجمعية المباركة، واشتد زخمها العلمي ليشمل جميع تخصصات علوم الحياة، مشيراً أن ملتقى هذا العام يهدف إلى إبراز دور الإنسان والتنمية البيئية في رؤية 2030م، وأهمية هذا الدور ووسائل تطويره، والتعريف بدور الجمعية والجامعة في هذا المجال، وكذلك مستجدات البحث العلمي والعمل على تطويره في الجامعات والمؤسسات ذات العلاقة في علوم الحياة بصفة عامة، من خلال المحاور التي سيتناولها المشاركون في الملتقى طيلة فترة انعقاده.
وبيّن الدكتور ألطف أن الملتقى سيناقش 11 محوراً تشمل مجالات "البيئة والتنوع الأحيائي والحياة الفطرية، علوم الحيوان والطب البيطري والإنتاج الحيواني، وعلوم النبات والأحياء الدقيقة ووقاية النبات، بالإضافة إلى محاور علوم المياه والتربة والتلوث البيئي، وعلوم الأغذية والتقنيات الأحيائية، وعلوم الكيمياء الحيوية والصيدلة"، مثمناً رعاية معالي مدير الجامعة الدكتور بكري بن معتوق عساس لفعاليات هذا الملتقى، مقدراً دور الجمعية السعودية لعلوم الحياة فيما يخص محور الإنسان والتنمية البيئية، وأشاد في ذات السياق بجهود اللجان العاملة لإنجاح فعاليات هذا اللقاء الذي يتماشى مع رؤية المملكة 2030م.
بدوره أوضح رئيس مجلس إدارة الجمعية الدكتور إبراهيم بن عبدالواحد عارف أن الجمعية السعودية لعلوم الحياة تعدُّ من أولى الجمعيات العلمية في المملكة حيث أنشئت عام 1395هـ ومقرها بجامعة الملك سعود بالرياض، وتهدف إلى تشجيع البحث العلمي عبر نشر البحوث العلمية، وتوثيق التواصل بين المختصين في مجالات علوم الحياة محلياً وعربياً وعالمياً من خلال عقد اللقاءات العلمية والندوات والدورات التدريبية وورش العمل للتعريف بالنهضة العلمية التي تعيشها بلادنا المباركة في عهدها الزاهر.
وبين أن الجمعية عقدت خلال مسيرتها 31 لقاءً علمياً يعقد سنوياً، ويعتبر هذا اللقاء الـ 32 في تاريخها الذي تستضيفه جامعة أم القرى الذي استضافته قبل نحو 20 عاماً، مشيراً أن الجمعية تصدر مجلة علمية محكمة مصنفة دولياً |S| ولها معامل تأثير يصل إلى 2 بالإضافة إلى كتب متخصصة باللغتين العربية والإنجليزية ومجلة إعلامية، مشيراً أن الجمعية تقدم خدماتها الاستشارية العلمية لعدد من الجهات الحكومية والخاصة لتسهم في إيجاد حلول واقعية لما قد تواجهه تلك القطاعات من تحديات، لافتاً أن جامعة الملك سعود كرمت الجمعية هذا العام وقيمتها في فئة (أ) ضمن أفضل الجمعيات في الجامعة والتي يتجاوز عددها عن 50 جمعية .
وقال أنه تم اختيار عنوان اللقاء الـ 32 للجمعية حول موضوع "الإنسان والتنمية البيئية في رؤية 2030م" مواكبة للاهتمام المحلي والعالمي الكبير بهذا الجانب الذي برز مؤخراً، والذي يعتبر أهم التحديات التنموية التي تواجه بلادنا المباركة، مؤكداً أن اللقاء يتضمن عدداً من المحاور العلمية في فروع علوم الحياة الأخرى مثل الانسان، والبيئة، والتنمية، وكذلك علوم التربة والمياه، والتلوث، والتقنية الحيوية وغيرها ، مشيراً أن الباحثين المشاركين بأبحاثهم من مختلف مناطق المملكة ومن خارجها بأوراق علمية متخصصة يصل عددها إلى 480 ورقة منها 350، سيتم إلقاؤها في الجلسات العلمية و130 سيتم عرضها عبر ملصقات علمية، متمنياً أن يخرج الحشد العلمي المتميز بالعديد من التوصيات للاستفادة المثلى منها، مثمناً جهود جامعة أم القرى في تنظيم هذا اللقاء.
إثر ذلك ألقى راعي الحفل معالي مدير الجامعة الدكتور بكري بن معتوق عساس كلمة قائلاً فيها: "أن تنظيم هذا اللقاء يأتي مواكبة مع رؤية المملكة 2030م في دعم الأبحاث العلمية خصوصاً في مجال الانسان والتنمية والبيئة"، مشيراً أن تنظيم مثل هذه الملتقيات يعتبر ضمن الحراك العلمي الذي تشهده الجامعة في كافة المجالات والتي من شأنها الاطلاع على آخر ما توصل إليه العلماء، والاستفادة من جهود البعض للارتقاء بالبحث العلمي بالمملكة العربية السعودية، مشيداً بدور الجمعية السعودية لعلوم الحياة لاحتضانها العديد من العلماء المتخصصين في علوم البيئة والإنسان على المستوى المحلي والعربي والعالمي، متمنياً الخروج بالعديد من التوصيات التي تخدم منظومة البحث العلمي، مشيداً بجهود اللجان العاملة لتنظيم هذا اللقاء.
بعد ذلك عُقدت الندوة الرئيسية للملتقى تحت عنوان "الإنسان والتنمية البيئية في رؤية ٢٠٣٠"، شارك فيها عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله اللعبون من خلال محور الإنسان، بينما شارك وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة لشؤون البيئة الدكتور أسامة بن إبراهيم فقيها بمحور "البيئة"، فيما شارك عضو مجلس جائزة الأمير سلطان العالمية للمياه الدكتور عبدالعزيز بن سليمان الطرباق بمحور "المياه".
من جانبه قدم الدكتور محمد فاروق محاضرة علمية حول "التحديات البيئية التي تواجه العالم خلال القرن الحادي والعشرين".