وبدأ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم شاهد الحضور عرضًا مرئيًا عن مسيرة الدكتور العنقري.
بعدها ألقى معالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس كلمة رفع فيها شكره وتقديره لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود على موافقتِهِ الكريمةِ، ودعمِهِ الكريمِ، ولولي عهده الأمين وولي ولي العهد – حفظهم الله- ولمستشار خادم الحرمين الشريفين أميرِ منطقةِ مكةَ المكرمةِ صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل على مساندتِهِ الدائمةِ لجامعةِ أم القرى.
وأكد في كلمته ، أن صدور موافقة المقام السامي الكريمِ على منح جامعة أم القرى شهادة الدكتوراه الفخرية لمعاليه في خدمة التعليم العالي، تعد تقديراً للعلمِ والتعليمِ والعلماء، مضيفًا "إننا في هذا الصدد نقتبس الحكمةَ الإسلاميةَ القائلةَ: "نحنُ نحترمُ التعليمَ لأنّه يعلِّمُنا الأخلاقَ".
وقال إن المتَتَبِّع لتاريخِ المملكةِ لا تُخطئُ عينُهُ أسماءً لامعةً بَنَتْ بالكدِّ والجِدِّ والإخلاصِ والنبوغِ شُموخَ مملكتِنا الحبيبةِ، وبوَّأَتْها هذه المنزلةَ العالية التي تحتلُّها اليومَ، وعلى رأسِ هؤلاءِ ملوكُها العِظامُ، وأمراؤُها الكرامُ، ثمَّ كوكبةٌ من المواطنينَ المخلصينَ، حمَّلهم ولاةُ الأمرِ الأمانةَ، فَحَمَلَ كلٌّ مِنْهم عِبْئَهُ متوكِّلاً على الله، مُخلِصاً لربِّهِ ودينِهِ ومليكِهِ ووطنِهِ، فكان ما نرى: بلدٌ شامخٌ، ودولةٌ فتيَّةٌ، وبلادٌ ناهضةٌ، وأمَّةٌ طامحةٌ تصافِحُ الفجرَ كلَّ يومٍ، لافتًا إلى أن العنقرى بدأَ منذُ خمسةٍ وثلاثينَ عاماً مسيرةَ الخدمةِ الإداريةِ لوطنِهِ، فَعَمِلَ وكيلاً لِوزارةِ الشؤونِ البلديةِ والقرويةِ، ثم وزيراً لها، ثمَّ وزيراً للتعليمِ العالي، ثمَّ سفيراً لخادمِ الحرمين الشريفينِ في فرنسا.
وثمن جهوده في خدمة التعليم العالي الذي اتسعت دائرته لتشملَ ثمانٍ وعشرين جامعةً حكوميةً بعدما كانتْ سبعاً، ولِتَضُمَّ معظمَ مناطقِ ومدنِ المملكةِ بعد أن كانتْ حِكْراً على بعض المدنِ الكبرى، ولتستوعبَ مئاتِ الآلافِ من الطلابِ بعدما كانتْ تحتضنُ عشراتِ الآلافِ منهم.
وتابع "إنَّها مسيرةٌ قفزتْ بالتعليمِ العالي في تقديري ثلاثَ قَفَزاتٍ كمّاً ونوعاً ومساراً؛ فعلى مستوى الكمِّ فقد تضاعفتِ الأعدادُ أضعافاً مضاعفةً سواءً على مستوى الجامعاتِ أو الكلياتِ أو الأساتذةِ أو الطلابِ، أما على مستوى النّوعِ فقد دَفَعَ معاليهِ بمشروعِ الاعتمادِ الأكاديميّ، ودَعَم الهيئةَ الوطنيةَ للتقويمِ والاعتمادِ الأكاديميّ، وألزمَ الجامعاتِ بالسيرِ على هذا الطريقِ، وأمّا على مستوى المساراتِ، فقد طَرَقَتِ الجامعاتُ في عهدِهِ أبواباً جديدةً، وسلكتْ مساراتٍ بِكْراً، فقطعتْ أشواطاً في ريادةِ الأعمال، وعَزَّزَتْ حضورَها المجتمعيّ، وتوسعتْ في براءات الاختراعِ، وأضافتْ إلى التلقين ميزةَ التكوينِ والتمكين، فتجاوزتْ بذلك أن تكون مجرَّدَ مؤسسةٍ معرفيةٍ إلى حاضنةً علميةً وتربويةً واقتصادية".
وأشار إلى أن المحتفى يتمتّع بموهبةٍ قياديةٍ فذَّةٍ أتاحتْ له أن يقفَ على مسافةٍ واحدةٍ من الفرقاءِ، وأنْ يكونَ رُمّانةَ الميزانِ، وكَمْ مِنْ قضيَّةٍ عَصَفَتْ بها الصحفُ ووسائلُ الإعلامِ فكانَ فيها حصيفاً حكيماً، وكم من أَزْمَةٍ تمكَّنَ برويَّتِهِ وحُسْنِ تَصُرِّفِهِ من تَجاوُزِها.
واستطرد "إنَّ هذه المسيرةَ المشرقةَ لمعاليهِ أهلتْهُ للحصولِ على أربعِ درجاتِ دكتوراه فخرية في خدمةِ التعليم العالي من جامعةِ أوتاوا بكندا، وجامعةِ كوكمين بكوريا الجنوبية، والجامعةِ الأردنيةِ بالأردنِّ، وجامعةِ كورفينيوس في بودابست بالمجرِ".
واختتم بقوله "هذه الجامعةُ بهذا الموقعِ الفريدِ، وهذه المكانةِ الرفيعةِ، كانتْ مَحَلَّ اهتمامِ معاليه، وأشهدُ أنّه كان عوناً لها في كلِّ خطوةٍ من خطواتِ تطوُّرِها وتقدُّمها، وقد حانَ الوقتُ لتردَّ الجامعةُ له شيئاً من جميلهِ، لا باسمِها فقط، بل باسمِ الجامعاتِ السعوديةِ كلّها، وكلِّ من استفادَ من قطاعِ التعليمِ العالي في هذه البلادِ المباركةِ".
ثم ألقيت قصيدة شعرية للدكتور حسين وليد أبو الفرج، نالت استحسان الحضور.
عقب ذلك أعلن وكيل جامعة أم القرى للدراسات العليا والبحث العلمي "أمين مجلس الجامعة" الدكتور ثامر بن حمدان الحربي منح معالي الدكتور خالد بن محمد العنقري درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة أم القرى، حيث تسلم معاليه الشهادة والهدية التذكارية المقدمة له بهذه المناسبة.
بدوره رفع معالي سفير خادم الحرمين الشريفين بجمهورية فرنسا وزير التعليم العالي الأسبق الدكتور خالد بن محمد العنقري شكره وتقديره لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – أيده الله – على موافقته الكريمة بمنحه درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة أم القرى، وأكد في كلمة له بهذه المناسبة أن هذا التوجيه بتكريم من خدموا هذا الوطن ليس غريبًا ولا جديداً على رجل هو الوفاء بعينه، وليس الاهتمام بالعلم والتعليم طارئاً على رجل منح التاريخ والفكر والثقافة والإعلام رعايته ووقته واهتمامه، لافتاً أنه قد تعلم منه -أيده الله- خلال مسيرته الكثير في مجال القيادة والإدارة والحرص على خدمة المصلحة العامة.
وأضاف لقد حرص خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – بسؤاله الدائم ومتابعته الحثيثة باهتمامه بمؤسسات التعليم العالي حيث كانت المدن الجامعية لجامعات الملك سعود والإمام محمد بن سعود الإسلامية والأميرة نورة بنت عبد الرحمن والأمير سطام والمجمعة وشقراء شاهدًا على ذلك، مشيراً إلى أنه لم يكن - حفظه الله - أميرًا للرياض فحسب وإنما موجهاً للتعليم العالي؛ فلقد منحته ثقافته الشمولية ومكانته الفكرية، وإطلاعه على حركة التأليف والتعليم، واهتمامه بكل ما يخص التنمية قدرة على التوجيه الواعي، والمتابعة البصيرة، وكنا جميعًا في قطاع التعليم العالي نستمد من ملحوظاته وحضوره الكثير من القوة والمزيد من الطمأنينة إلى أننا نسير وفق الأطر التي رسمتها القيادة الرشيدة للتعليم.
وأشار معالي وزير التعليم الأسبق أنه لشرف عظيم لي أن أتسلم اليوم درجة الدكتوراه الفخرية من هذه الجامعة العريقة، والتي تتميز عن بقية الجامعات السعودية بأنها تشكلت حول أقدم مؤسسة للتعليم العالي في المملكة، حيث تأسست كلية الشريعة بمكة المكرمة في عهد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - في عام 1369هـ، وبذلك اجتمع لجامعة أم القرى شرف المكان وشرف السبق في خدمة التعليم العالي، لافتاً أنه تحمل المسؤولية في مرفقين حيويين على مدى أكثر من ربع قرن من الزمان في عهد ملكين عظميين الملك فهد بن عبدالعزيز والملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمهما الله، مبيناً أنه وصل عدد الجامعات السعودية إلى 28 جامعة حكومية و10 جامعات أهلية وعشرات من الكليات الأهلية، والذي تم تهيئة فرص التعليم العالي للمواطنين السعوديين في كل مناطق المملكة، وفتحت الكليات في معظم المحافظات، وشيدت المدن الجامعية المتكاملة فتحقق هذا التوجه للطلبة والطالبات الاستقرار في كنف أسرهم، وفي بناء تنمية نوعية شاملة حول المدن الجامعية، وتحريك مجالات الاقتصاد المختلفة، إضافة إلى بناء حزام من المستشفيات الجامعية المتخصصة التي سوف تسهم إلى جانب مستشفيات وزارة الصحة في توفير خدمات صحية مناسبة للمواطن والمقيم، وإن هذه المرافق وبناها التحتية ستكون - بحول الله - رافدًا مهما للدولة في خططها الاقتصادية الطموحة وداعماً مهماً لخطط التحول الوطني.
وقال "لقد كانت القيادة السعودية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز وحتى عهدنا الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله - ترى أن بناء الإنسان هو التحدي الأهم، ولقد أثبتت الدورات الاقتصادية المتعاقبة على أن رأس المال البشري هو عماد الاقتصاد القائم على المعرفة، واستشرافاً للمستقبل ومتطلبات التنموية عمدت الدولة إلى ابتعاث بعض أبنائها للدراسة في الخارج ولم تتوقف عند هذا النهج تحت أي ظرف من الظروف مما يعني خبرة متنوعة انفتاح على ثقافات مختلفة وتخريج جيل سعودي يجمع بين الأصالة والمعاصرة.
ولفت إلى أن المتابع للحراك الاجتماعي عبر شبكات التواصل والفعاليات المختلفة يلمس أن طلبة برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارج يتفاعلون مع مخرجات التعليم العالي من الجامعات المحلية والخارجية والذي سيسهم بفاعلية في تحقيق رؤية المملكة الطموحة 2030م، مشيراً إلى دور أعضاء هيئة التدريس من الجامعات المختلفة في إدارة شؤون التعليم العالي في الوزارة لتحقيق تلك الأهداف الوطنية مادين الجسور بين الجامعات والتعليم العام من أجل بناء عمل أكاديمي مؤسسي إلى جانب إسهاماتهم في إدارة الابتعاث الخارجي، مانحين الطلاب والطالبات عصارة خبراتهم السابقة في الابتعاث والعمل على توثيق العلاقة مع المؤسسات الأكاديمية العالمية.
وختم الدكتور العنقري كلمته بالشكر لمعالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس وجميع منسوبي الجامعة، مهدياً هذا التكريم للمئات ممن عملوا في التعليم العالي.
واختتم الحفل بالتقاط الصور التذكارية مع معالي وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى رئيس مجلس الجامعة وأعضاء المجلس.