افتتح معالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس يوم الخميس 3 جمادى الآخرة 1438هـ، "المؤتمر السعودي الدولي التاسع والعشرون لجمعية جراحة الكلى والمسالك البولية"، الذي نظمته كلية الطب، بالتعاون مع مدينة الملك عبدالله الطبية بالعاصمة المقدسة، والجمعية السعودية لجراحة المسالك البولية، بالقاعة الكبرى بفندق الفيرمونت، خلال الفترة من 1- 4 مارس 2017م، لمناقشة 74 ورقة علمية.
وأوضح عميد كلية الطب بجامعة أم القرى رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الدكتور أنمار ناصر خلال كلمته التي ألقاها أن كلية الطب حصلت على الاعتماد الأكاديمي الألماني، وحدثت منهجها بالتعاون مع كافة الأقسام بالكلية، والذي يعتمد على التكامل بين كافة التخصصات؛ فكان من ثمرة هذا التعاون إزالة الحواجز، وأصبح هناك تعاون وتكاتف بين تلك التخصصات مما نتج عن ذلك زيادة عدد الأبحاث الصادرة من الكلية.
وبيَّن أن المؤتمر يهدف لخدمة وتطوير تخصص المسالك البولية من خلال التدريب الطبي المستمر لتشجيع ونشر الأبحاث العلمية المتخصصة ذات الصلة، ووضع معايير عامة للجودة على أسس علمية منضبطة يتم من خلالها وضع الإطار العام للتشخيص والعلاج لكافة حالات جراحة الكلى والمسالك البولية، والارتقاء بالخدمة الطبية المتميزة للمرضى من خلال تكثيف العمل لإجراء ورش العمل الطبية في مجال جراحة المسالك البولية ودعمها علمياً، والحرص على إرساء قواعد التعليم الطبي المستمر في مجال جراحة الكلى والمسالك البولية، ودعم تنفيذه من خلال اللقاءات العلمية والندوات المتخصصة وكذلك التدريب المستمر بورش العمل، والاشتراك والتنسيق مع كافة المؤسسات العلمية والمحلية والدولية الصحية؛ والتي تهتم بتطوير علوم جراحة الكلى والمسالك البولية.
وأشار الدكتور أنمار ناصر أن هذا المؤتمر يُعد تنوعاً ثقافياً ومعرفياً على المستوى المحلي والخليجي والعالمي، لافتاً أن الأبحاث التي سيناقشها المشاركون في المؤتمر بلغ عددها نحو 74 ورقة علمية، والتي سيكون عرضها من خلال البوسترات الإلكترونية بالقاعة المخصصة للفعالية، بينما سيتم تقديم 33 ورقة عمل في الجلسات العلمية، مفيداً أنه سيتم الإعلان عن عدد من التوصيات والقواعد الإرشادية لعلوم المسالك البولية الخاصة بالمجموعات المتخصصة سواء كانت في علم أورام المسالك البولية وعلم المناظير والأطفال، وغيرها من العلوم الأخرى التخصصية، متقدماً بالشكر لمعالي مدير الجامعة الدكتور بكري بن معتوق عساس على رعايته وحضوره لهذا المؤتمر، ودعمه الدائم لكافة برامج وأنشطة الكلية، ولجميع الجهات المشاركة التي ساهمت في إنجاح الفعاليات المصاحبة.
ثم ألقى معالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس، كلمة قال فيها: إن انعقادَ المؤتمرِ التاسعِ والعشرينَ لجمعيةِ جراحةِ الكُلى والمسالكِ البوليةِ في مكةَ المكرمةِ له مدلولٌ عظيمٌ، فمكةُ هي عاصمةُ الأمةِ المسلمة، وقبلتُها، ومهوى أفئدتِها، فحريٌّ بها أن تكونَ ملتقىً لحَفَدَةِ أولئك الأطباءِ العظامِ الذين ملأوا الدنيا، وشغلوا الناس، وتركوا بصمتَهم في تاريخِ البشريةِ جمعاءَ.
وبيَّن معاليه أنه لم يكنِ الطبُّ في الحضارةِ الإسلاميةِ كَلأً مُباحاً، بل كان علماً مصونَ الجانبِ، مَهِيبَ الحِمى، وقد كان للأطباءِ في زمنِ الخليفةِ العباسيِّ المقتدرِ (امتحانٌ) كامتحانِ الهيئةِ السعوديةِ للتخصُّصاتِ الصحيةِ، فلا يتصدرُ للتطبيبِ إلا من يجوزُهُ وينجَحُ فيه، وقد أفضتْ هذه العنايةُ بالطبِّ نظرياً وعملياً إلى مبتكراتٍ إسلاميةٍ طبيةٍ؛ أذكرُ منها ما يَمَسُّ موضوعَ مؤتمرِنا هذا أو يقاربُهُ: فالجراحةُ بأنواعِها سَبَقَ إليها المسلمونَ، وقد ألحَّ الزهراويُّ في القرنِ الخامسِ الهجريِّ على درسِ التشريحِ، على حينِ أنَّ أولَ عمليةِ تشريحٍ أُجريتْ في أوروبا كانتْ في أواخرِ القرنِ التاسعِ الهجريّ!، وابتكرَ الزهراويُّ أكثر من مئتيْ آلةٍ جراحيةٍ ووضعَ أُسُسَ علمِ المناظيرِ، وقامَ بالفعلِ بتفتيتِ حصوةِ المثانةِ بما يشبُهُ المنظارَ، وتعرّض لحصاةِ الكُلى، وشَرَحَ كيفيةَ استخراجِها، وتوصَّلَ إلى طريقةٍ مبتكرةٍ لعلاج الناسور!، كما ابتكرَ الرازيُّ الخيوطَ الجراحيةَ المصنوعةَ من أمعاءِ الحيواناتِ، ومارسَ النّساءُ الطبَّ حينها.
واختتم كلمته بقوله "ما كان لنا أن نحتفلَ اليومَ ولا أن نلتقيَ – بعد فضل الله- لولا الدعمُ اللا متناهي من حكومتِنا الرشيدةِ، وعلى رأسها خادمُ الحرمين الشريفين - أيده الله -" ، فما بذلتْهُ وتبذلُهُ هذه القيادة الحكيمة للجامعاتِ عزيزُ المثالِ، قليلُ النظيرِ، ولذلك لم يكن عجباً أن نظفر بكل هذه النتائجِ، متوجهاً بجزيل الشكر والتقدير لمنسوبي كلية الطبّ بالجامعة على جهودهم، وكذلك العاملين في مدينةِ الملك عبدالله بن عبدالعزيز الطبيةَ، والجمعية السعودية لجراحة المسالك البولية والكلى، على تعاونهم مع كليةِ الطبّ في تدشينِ هذا الملتقى، متمنياً لهم جميعاً أياماً حافلةً بالعلم والعطاءِ والتميز والإنجاز. بعد ذلك كرَّم معاليه الجهات المشاركة والمنظمين للمؤتمر.