أكَّدت وكيلة جامعة أم القرى لشؤون الطالبات د. سارة الخولي أن نجاح الجامعة في تجاوز أزمة كورونا ومواجهتها جاء نتيجة تعاون قطاعاتها وتنفيذها للتعليمات والإجراءات كافَّةً التي اتخذتها الجهات المعنية، وتطبيقها للاشتراطات الوقائية والاحترازات الصحية، وتكامل جهات الجامعة فيما بينها لتسيير تعاملات مستفيديها وخدمة طلبتها، مُشَكِّلَةً بذلك أنموذجًا لِلُّحُمَةِ الوطنية والتكاتف بين أفراد المجتمع السعودي للوقوف أمام كل التحديات التي صاحبت حدوث الجائحة، مُشيرةً إلى أن الجامعة ومنسوبيها من طلاب وطالبات وأعضاء هيئة تدريس أسهموا بدور فاعل من خلال مشاركتهم مع مختلف الجهات الحكومية لخدمة وطنهم ومجتمعهم مُنذُ بدء الجائحة.
جاء ذلك في جلسة حوارية نظمتها وكالة الجامعة لشؤون الطالبات مساء الثلاثاء 5-2-1442هـ عبر الاتصال الافتراضيِّ بعنوان: "جهود جامعة أم القرى في ظل مواجهة جائحة كورونا"، ضمن مبادرة "وطني حب وثقافة وولاء" التي أطلقتها بالتزامن مع الذكرى الـ 90 لليوم الوطني السعودي.
وناقشت متحدثات الجلسة جهود الجامعة ممثَّلةً في قطاعاتها لاحتواء أزمة كورونا، واستمرار مسيرتي التعليم والعمل عن بُعد وفق خطط تنظيمية واجتماعات مكثفة للتحول التقنيِّ الكامل.
وحول محور "الجهود التقنية" تناولت المتحدثات خطة سير الجامعة التي نفذتها عمادتا التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد، وتقنية المعلومات لتحقيق أهدافها الأكاديمية ورسالتها العلمية وخدماتها التعليمية لمنسوبيها منذ الساعات الأولى من قرار تعليق الدراسة والحضور إلى مقرات العمل، فكانتا بمثابة الشريك الاستراتيجي لقطاعات المنظومة كافَّةً؛ وذلك بتسخير البرامج وتطويرها وإتاحتها على مدار الساعة بدعم فنيٍّ متواصل، واستحداث العديد من الأنظمة الجديدة لتكون دعامة مساندة لاستكمال العام الدراسي والانتهاء من الاختبارات وتسلم الخريجين وثائقهم إلكترونيًّا في أوقات قياسية.
وعن "الجهود البحثية والاستشارية"، تطرقت الجلسة الحوارية إلى إسهامات الباحثين والأكاديميين بالجامعة في العديد من الدراسات العلمية عن فيروس كورونا وتقديم الاقتراحات والحلول العلمية للمشكلات الناجمة عنها، وخرجت عن تلك الأبحاث براءات اختراع، عبر المبادرة التي أطلقتها عمادة البحث العلمي للأبحاث المتميزة الخاصة بالجائحة، إلى جانب دور معهد البحوث والدراسات الاستشارية وتنظيمه أول ملتقىً افتراضيٍّ استشاريٍّ لإدارة الأزمات مع بداية ظهور الجائحة؛ لتعزيز السلوك الإيجابي للمجتمع وتنمية المهارات المهنية للممارسين في الميدان بشكل سليم، إضافة إلى الدورات التدريبية عن بعد وجلسات "واحة أمان" الحوارية حول إدارة المخاطر واحتواء الأزمة، استفاد منها أكثر من 25 ألفًا من داخل الجامعة وخارجها.
أما جانب "الجهود الصحية" فأبرزت المتحدثات دور الكليات الطبية في الجامعة وتمكنها من إدارة الأزمة، مستفيدة من خبرات كوادرها في تطبيق مفهوم تقييم المخاطر وتحديد الأولويات لتجاوزها والتعامل معها بمنهجية علمية، مع تعزيز التواصل الفعَّال بين الجهات المعنية بمواجهة الجائحة، وإنشاء فرق تطوعية خُصِّصَت للمهمات الطارئة، علاوة على تقديم التوعية الصحية لمنسوبي الجامعة والحفاظ على مخرجات التعليم الجامعي.
وتطرقت الجلسة الحوارية إلى حزم المبادرات التطوعية التي أطلقتها كلية خدمة المجتمع والتعليم بالجامعة لمنسوبي الجامعة كافَّةً من أعضاء هيئة تدريس وموظفين وطلاب وطالبات؛ مما جعل جامعة أم القرى في صدارة الجامعات السعودية في عدد المتطوعين بعدد تجاوز 6300 متطوع، من أجل تعزيز رسالة الجهات المعنية ومشاركتها في الالتزام بالتدابير الوقائية لمواجهة كورونا وتحقيق الأمن الصحي ونشر ثقافة الصحة والسلامة للوقاية من الأمراض المعدية.
فيما أوضحت المتحدثات، جهود وإسهامات القطاعات المعنية بخدمة الطلبة ودورها في تعزيز التواصل والتقارب وتلبية احتياجاتهم العلمية والمعرفية والرد على استفساراتهم وتسيير معاملاتهم وفق الأنظمة والتعليمات المعمول بها دون الحاجة لحضورهم إلى مقرات الجامعة لإنهائها؛ إذ شكلت عمادات شؤون الطلاب، وشؤون المكتبات، والقبول والتسجيل، والدراسات العليا طوقًا آمنًا للطلبة، باحتوائهم بالبرامج الطلابية والمبادرات المتنوعة والاستشارات والدعم الطلابي، علاوة على إطلاق أنشطة تعزز من الرسالة الوطنية للبقاء في منازلهم حرصا على سلامتهم وحفاظا على صحتهم.