بالرغم من تأثيرات جائحة كورونا المستجد التي ألمت بالعالم تاركة خلفها أضرارًا جسيمة على نفسية الفرد والمجتمع، اتجهت بوصلة جامعة أم القرى نحو تعزيز الجوانب النفسية لطلابها ومنسوبيها وأفراد المجتمع؛ نظرًا لما فرضته تداعيات الفيروس من ضرورة التقيد بالحجر الوقائي المنزلي والتحول المفاجئ في نمط الحياة العامة، واستمرار رحلتي التعليم والعمل عن بُعد.
وكان لعلم النفس دور مهمّ في مواجهة الأزمة واحتواء مضاعفات التغيرات الطارئة على المجتمع السعودي والعالم أجمع على مختلف الأصعدة، من خلال توظيف التقنية والتحول الرقمي لتسهيل الإفادة من الخدمات النفسية، وتقديم الاستشارات اللازمة للمستفيدين.
الاستشارة عن بُعد
خصصت الجامعة مركزًا لاستقبال الاستشارات النفسية عبر قنوات اتصال متعددة، يتعامل معها مستشارون ومستشارات على درجة من التأهيل في الإرشاد النفسي، قدم المركز خدماته لـ 4800 طالب وطالبة في 7 موضوعات استشارية تدور حول تقدير الذات، ومفهوم القلق وأعراضه، وقلق الاختبار وأساليب مواجهته، والتفكير الإيجابي والسلبي، والاهتمام بالصحة النفسية، واستراتيجيات التغلب على التفكير السلبي، إضافة إلى إرشادات توعوية بكورونا في فترة الحجر المنزلي.
الاحتواء النفسي
وأسهمت جهات الجامعة في تعزيز الصحة النفسية في مختلف المجالات التي تخدم الفرد والمجتمع وتحقق الاستقرار النفسي في ظل تداعيات كورونا، سجلت أكثر من 5 آلاف مستفيد، منها مبادرة قسم علم النفس بعقد دورة "الصحة النفسية وإدارة الأزمات"، ونظم معهد البحوث والدراسات الاستشارية دورة متخصصة في "الإسعافات الأولية النفسية"، بينما قدمت عمادة شؤون الطلاب دورة في "إدارة العمل عن بعد والضغوط النفسية".
ريادة التثقيف
كما تسعى الجامعة إلى تفعيل دورها المجتمعي لتحقيق الريادة المحلية في التثقيف والوعي النفسي؛ بتقديم أفضل الخدمات الاستشارية والوقائية والنمائية والعلاجية للأفراد والمجتمع بجودة واحترافية عاليتين، بمشاركة أكاديميين مختصين في الاستشارات النفسية، ضمن مبادرة "غايتنا دعمك لزيادة وعيك"، التي أطلقها قسم علم النفس بكلية التربية "عن بُعد" لمواجهة تداعيات الفيروس والحجر المنزلي، عبر حزمة متنوعة من البرامج، تتضمن جلسات إرشادية خاصة، ونشرات تثقيف دورية تستهدف الأفراد والمجتمع، إضافة إلى نشر محتوى علمي في تويتر لدعم المجتمع والممارسين الصحيين ورجال الأمن.
الإسهامات البحثية
وكان لباحثي أم القرى السبقُ في تقديم عدد من المقترحات البحثية لدراسة فيروس كورونا والمشاركة بها في برنامج دعم البحث والتطوير للمؤسسات ومراكز البحوث الوطنية "منح"، الممول من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، منها مقترح حاز على جائزة البرنامج قدمه د. فهد الشهري حول دراسة مدى انتشار اضطراب ما بعد الصدمة المتعلقة بـ (كوفيد-19) في المناطق شديدة التأثر في السعودية.