نجحت جامعة أم القرى في استضافة المؤتمر العالمي الثاني عشر للاقتصاد والتمويل الإسلامي الذي سيعقد في شهر مارس ٢٠١٨م، بعد حصول ملفها على أغلبية الأصوات بين ست جهات علمية عالمية تنافست لاستضافة هذا الحدث العلمي العالمي، وإقرار الجمعية العالمية للاقتصاد الإسلامي (IAIE) بذلك خلال المؤتمر الحادي عشر للاقتصاد والتمويل الإسلامي الذي عقد مؤخراً في العاصمة الماليزية كوالالمبور.
وقد عبّر معالي مدير الجامعة الدكتور بكري بن معتوق عساس عن سعادته لاستضافة حدث علمي بهذا الحجم، وأشار معاليه إلى أن نجاح ملف جامعة أم القرى بتنظيم المؤتمر هو نظير النجاحات المتتالية للجامعة في تنظيم الأحداث والمحافل العلمية العالمية، وللموقع الذي تتبوأه الجامعة في الخارطة العالمية للاقتصاد الإسلامي كونها أول جامعة تنشئ قسماً خاصاً بالاقتصاد الإسلامي في العالم، كما تعد من الأوائل أيضاً في تأسيس كلية تُعنى بالعلوم الاقتصادية الإسلامية، بالإضافة إلى نجاحاتها المستمرة في تنظيم الأحداث العالمية ذات العلاقة؛ والتي كان آخرها المؤتمر العالمي الأول للمصرفية والمالية الإسلامية الذي نظمته الجامعة مطلع العام الماضي. وتمنى معاليه أن يسدد الله جهود أعضاء اللجان العاملة في تنظيم المؤتمر، بشكل يعكس ما تميزت به بلادنا الغالية تحت ظل قيادتنا الرشيدة حفظها الله، وجامعة أم القرى في تنظيم المحافل العالمية المماثلة.
من جهته أكد عميد كلية العلوم الاقتصادية والمالية الإسلامية الدكتور صالح بن علي العقلا، أن المؤتمر العالمي للاقتصاد والتمويل الإسلامي يعد الأكبر والأهم على الاطلاق في مجال الاقتصاد الإسلامي عالمياً، كما أن تنظيمه الأول في مكة المكرمة عام ١٩٧٥م يعد نقطة انطلاق نظام الاقتصاد الإسلامي بشكله الحديث، حيث أمر حينها الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – بعقد هذا المؤتمر الهام في العاصمة المقدسة لدراسة النظم الاقتصادية الإسلامية وعمل البحوث اللازمة لإيضاحها وتعزيز تطبيقاتها، حيث تفاعلت حينها أغلب الدول والمنظمات ذات العلاقة، موضحاً أن ما خرج به ذلك المؤتمر من توصيات علمية تعد الأكثر تأثيراً، وأسهمت بدورها في شق طريق الاقتصاد الإسلامي وانتشاره عالمياً.
وبيّن الدكتور العقلا أن النسخ اللاحقة من المؤتمر تمت استضافتها فيما يقارب من ثماني دول أخرى، بل إن النسخة الرابعة منه تم تنظيمها في مدينة "لفبرا" البريطانية في العام 1996م، مما يدل على نجاح المؤتمر وأهميته من خلال تنظيمه واستضافته في دولة غير إسلامية، مشيراً إلى عودة هذا المؤتمر إلى موطن انطلاقته الأولى في نسخته الثانية عشرة إلى مكة المكرمة بعد غياب أكثر من أربعة عقود.
وتطرق عميد كلية العلوم الاقتصادية والمالية الإسلامية بالجامعة، إلى أن تنظيم جامعة أم القرى ممثلة في كلية العلوم الاقتصادية والمالية الإسلامية للمؤتمر العالمي الثاني عشر للاقتصاد والتمويل الإسلامي سوف يكون بالتعاون مع البنك الإسلامي للتنمية (IDB)، ومركز البحوث الإسلامية والتدريب (IRTI) التابع للبنك، على جميع المستويات المادية والتنظيمية والعلمية، مبيناً أن معالي مدير الجامعة الدكتور بكري عساس وجه بسرعة البدء بالاجتماعات التحضيرية بين ممثلي كلية العلوم الاقتصادية ومجموعة البنك الإسلامي للتنمية اعتباراً من الأسبوع الجاري.
وتوقع الدكتور العقلا أن يتم الشروع في تكوين اللجان العاملة في المؤتمر من نخبة من العلماء والباحثين من مختلف دول العالم، مضيفاً أن اللجان العلمية ستتولى تحديد الموضوعات والمحاور التي سيتناولها المؤتمر، وشدَّد الدكتور العقلا أن رؤية كلية العلوم الاقتصادية تتمحور حول ضرورة الانتقال من الحديث عن النظرية إلى التطبيق، من خلال مناقشة آلية تقديم الاقتصاد الإسلامي كنظام اقتصادي عالمي متكامل وبديل ناجع للأنظمة الوضعية الحالية، والتي أثبتت عبر مجموعة من الأزمات الاقتصادية والانهيارات المالية احتواءها على ثغرات جوهرية أدت إلى اختلال في توازن الأسواق وابتعاد عن التركيز على الاقتصاد الحقيقي.
وتقدم في ختام تصريحه بالشكر لمعالي مدير الجامعة الدكتور بكري بن معتوق عساس، على دعمه اللا محدود للكلية وأنشطتها العلمية التي تبرز دور بلادنا الغالية وجامعة أم القرى في تطوير الاقتصاد الإسلامي على جميع الأصعدة العلمية والتعليمية والتطبيقية، مثمناً جهود معاليه الخيرة وتوجيهاته لإعداد ملف استضافة الجامعة لهذا المؤتمر، وحثه الدائم للجميع بالبدء في العمل على جميع ملفات التنظيم بشكل يعكس مكانة المملكة العربية السعودية وجامعة أم القرى في استضافة المحافل العالمية.