شكلت مكتبة الملك عبدالله بجامعة أم القرى في العابدية موقعًا مثالياً للباحثين عن أجواء المذاكرة بعيدًا عن صخب الحياة، في وقت ما زالت فيه الاختبارات تسير بانتظام في جامعة أم القرى.
طلاب الجامعة ما زالوا يبحثون عن المواقع الأكثر هدوءً، فالعديد من المواقع أغفلت هذه المتطلبات في وقت يعتبره الطالب عصيباً، يحتاج فيه إلى مكان للتركيز قبيل دخوله إلى قاعة الاختبار.
الأجواء العامة داخل مكتبة الملك عبدالله ظلت مهيأة لإعمال العقل في العلم والدروس، مما جعلها البيت الأول للطالب، فهنا الهدوء المحفز للاستذكار، وراحة نفسية مبعثها الصمت المطبق عدا همهمات تعلو بين الفينة والأخرى، أو أصوات أرجل تدب حثيثاً نحو الطاولات المهيأة، أو صوب أرفف الكتب والمراجع المنسقة بعناية وبتجهيزات عالية.
المعامل الإلكترونية:
يعتبر الطالب عبدالرحمن بامي الذي يدرس في كلية العلوم الاقتصادية أن مكتبة الملك عبدالله تحتوي جواذب هامة، مبيناً أنه يرتادها بانتظام خلال الأيام العادية، ويركز عليها بشكل خاص أثناء فترة الاختبارات، لاستخدام معامل الإنترنت، وقواعد البيانات التي توفرها المكتبة العامة، ويستخدمها الجميع بكل يسر وسهولة.
يضيف إنه مدين للمكتبة، حيث إنه يصنع التقارير المطلوبة منه في مكتبة الملك عبدالله بسهولة بسبب هدوء المكان، وهو أهم مطلب لإنجاز التقارير، فهنا تنساب الفكرة، وتنطلق الكتابة، حيث تساعد التجهيزات المتطورة في الأداء، فضلًا عن توفر المصادر بشكل مكثف ويسير.
قاعات الاطلاع:
"هنا، وجدت الهدوء والسكينة المحفزة على المذاكرة والاجتهاد"... هكذا بدأ الطالب سالم الحازمي حديثه عن المكتبة العامة، مبينًا أنها تمتاز بالراحة التي تساعد على التركيز واسترجاع الدروس للاستعداد والجاهزية الكاملة لدخول الاختبار، وتابع: الطالب يأتي قبل الاختبار ليراجع المحاضرات السابقة، ويستخدم الكتب والمراجع والتصوير المجاني الذي توفره المكتبة للاختبارات القادمة، وإمكانية استعارة الكتب بأريحة وتعاون كبير من الموظفين العاملين في المكتبة العامة، مع توفر المعينات الأخرى.
100 كتاب يوميًا:
مساعد مدير المكتبة للشؤون الفنية الأستاذ عبدالله السليماني يؤكد أن عدد الكتب المعارة للطلاب يوميًا تتجاوز 100 كتاب، بالإضافة إلى القاعات والخلوات المجهزة للطلبة بالكامل لاستذكار دروسهم والاستعداد للاختبارات. ويضيف: تم توفير خدمة جهاز التصوير الرقمي، بحيث يأتي الطالب بـ "ذاكرة" من عنده، ويصور الكتاب رقميًا بتحويله من ورقي لرقمي، وهي خدمة مجانية لطلاب الجامعة، كما تتعامل المكتبة مع الطالب في حال احتاج كتابًا إضافيًا يتم منه إياه مراعاة لظروف الاختبارات، وتوفير كافة المراجع والكتب التي يحتاجها.
البحث الإلكتروني:
يبين عميد شؤون المكتبات الدكتور محمد اللهيبي أن المكتبة العامة يزورها العديد من طلاب الدراسات العليا ومرحلة البكالوريوس والدبلومات أيضًا، حيث إن المكتبة تشجعهم بتوفير الكتب للاستعارة، والاستفادة أيضًا من الخلوات الدراسية، وقاعات الاطلاع المفتوحة في الدورين السفلي والعلوي، كما أن الأجهزة المحوسبة التقنية تفيد الطالب في إجراء البحث الإلكتروني لاحتوائها على خدمة الإنترنت والطباعة المجانية.
حصيلة المعرفة:
الطالب السنغالي شيخنا بن محمد تنجي الورا يبيِّن أنه حينما يكون في الجامعة ينتهز أوقات الفراغ ليقضيها في المكتبة، كونها تحفز على مراجعة الدروس الشرعية على وجه الخصوص، وهي من الدراسات التي تتطلب تركيزاً كبيراً في المسائل الشرعية. ويزيد بقوله: في المكتبة يستطيع الطالب حصاد أكبر قدر من المعرفة الشرعية المعتدلة، والسير على منهج الوسطية والمنهجية الإسلامية المعتدلة، للرد على تساؤل العامة.