أطلقت اللجنة النسائية، في الجمعية العلمية السعودية للأدب العربي، المنبثقة من جامعة أم القرى، اليوم (الأحد)، لقاء بعنوان: "قراءة في الشهادات الإبداعية لبعض أدباء المملكة"، شملت شاعرين وقاصين، وذلك بمقر الجامعة في شطر الطالبات.
وتناول اللقاء الذي أدارته الأستاذ بقسم الأدب التابع لكلية اللغة العربية الدكتورة نورة السفياني قراءات في شهادات "سيرة شعرية" لغازي القصيبي، و"تجربتي مع القصة" لمحمد قدس، و"مكاشفات: السيف والوردة" لعبد العزيز مشري، و"قصتي مع الشعر" لحسن القرشي.
وأجرى القراءات كل من المحاضر بقسم الأدب في كلية اللغة العربية الأستاذة بدرية المالكي، والمحاضر بقسم الأدب التابع لكلية اللغة العربية الأستاذة منى المنتشري، اللتين تم تكريمهما من قبل مستشارة وكيلة الجامعة لشؤون الطالبات الدكتورة هيفاء فدا، بصفتها رئيسة اللجنة النسائية للجمعية العلمية السعودية للأدب بمكة.
وأكدت الأستاذة بدرية المالكي خلال اللقاء أن الشاعر غازي القصيبي في سيرته الشعرية، يخوض محاولة توثيق رحلته الإبداعية وتتبع حركتها، من خلال ما مرت به سيرته من مراحل حتى الاكتمال، موضحة أن أول إصدار كان في عام 1400 هـ؛ في عدد صفحات بلغ نحو 141 صفحة من القطع المتوسط، عندما كان يبلغ عمر القصيبي 41 عامًا.
وأضافت: "ضم الكتاب في طبعته الأولى تسعة فصول هي البداية، المؤثرات الأولى، أشعار من جزائر اللؤلؤ، قطرات من ظمأ، معركة بلا راية، أبيات غزل، أنتِ الرياض، ويسألونك عن الشعر، قصائد".
ومضت تقول: "يلاحظ أنه تحدث في الفصلين الأولين عن بداية شعره والمؤثرات الأولى، ثم أفرد من الفصل الثالث حتى الفصل السابع للحديث عن دواوينه، فيما خص الأسئلة التي وجهت له عن الشعر بالفصل الثامن، أما الفصل التاسع والأخير فقد حوى عشر قصائد مختارة له".
وتابعت قائلة: "بعد ثمان سنوات، وبالتحديد في عام 1408هـ، أصدر القصيبي سيرته الشعرية في طبعة جديدة، وتبويب جديد، وإضافات ملحوظة؛ حيث أصبح الكتاب في ثلاثة أجزاء، وفي أكثر من 300 صفحة، والأجزاء هي: الأول: سيرة شعرية، وفيه عشرة فصول، منها سبعة مثبتة في الطبعة الأولى، والثانية: يسألونك عن الشعر، وفيه ثمانية فصول هي أنا، والشعر، والحياة، والتجربة، والحب، والحزن، والنقد، وهموم الزمن الرديء، والثالث: قصائد، وقد ضم أربع عشرة قصيدة مختارة من دواوينه السابقة، منها أربع قصائد لم تكن موجودة في الطبعة الأولى".
وتطرقت في حديثها إلى الجزء الثاني من السيرة الشعرية، بقولها: "في عام 1417هـ، أصدر القصيبي الجزء الثاني من "سيرة شعرية"، في 154 صفحة من القطع دون المتوسط، وقد تضمن الجزء الثاني هذا سبعة فصول: ورود على ضفائر سناء، عقد من الحجارة، مرثية فارس سابق، واللون عن الأوراد، عن مدن الشعر القديمة والجديدة، أسئلة الشعر التي لا تنتهي، قصائد، ويلاحظ أن الفصول الأربعة الأولى تحمل عناوين دواوين له، في حين أن الفصلين الخامس والسادس يتضمنان أسئلة صحفية وإجابات عليها، أما الفصل الأخير فقصائد مختارة من دواوينه السابقة التي تحدث عنها في الفصول الأربعة الأولى".
ثم انتقلت في حديثها إلى شهادة محمد علي قدس، ووصفتها بـ"غير المستفيضة"، موضحة أنها نشرت من خلال كتاب دوري، جمع مجموعة من الشهادات حول التجربة القصصية المحلية بين الواقع والأفق، وكان من بينها شهادة محمد قدس: "تجربتي مع القصة بين القراءة والإبداع"، وقالت: "ستلاحظون طغيان التفاصيل حول السيرة الشعرية عند غازي القصيبي أكثر مما يذكر حول تجربة محمد قدس القصصية لتفاوت الحجم بين التجربتين".
في المقابل تناولت المحاضر بقسم الأدب التابع لكلية اللغة العربية الأستاذة منى المنتشري سيرة الشاعر السعودي حسن القرشي، الذي اعتبرته شاعراً غزير الإنتاج، موضحة أن شهادته الإبداعية التي أسماها "تجربتي الشعرية" تتتبع تجربته من المنبع إلى المصب، ومن قناعات البدايات إلى تحولات منتصف الطريق.
وبيّنت أنه افتتح شهادته الإبداعية بمكانة الشعر في نفسه، وأنه طموح ورغبة، وسعي وإرادة، قبل أن يتطرق إلى المنابع التي أثرت تجربته الشعرية كحفظ القرآن الكريم عند بلوغه سن العاشرة، وقراءته لقصص مختلفة، وأشعار حفظها عن أبيه.
واستعرضت قصة له في المدرسة، عندما رفض معلمه قراءة أبيات للشاعر عنترة بن شداد بحجة أنها أكبر من عمره، الأمر الذي قاد حسن القرشي لاحقا إلى وضع قراءة نقدية عن عنترة، ثم تطرقت بإيجاز إلى جوانب من اهتمامته الشعرية، ومواقفه النقدية، ملمحة إلى أن الجانب التوثيقي غلب في شهادته على الجانب الإبداعي.
كما اعتبرت في حديثها أن القاص عبد العزيز مشري في "مكاشفات: السيف والوردة" لم يصرح بالمقصود بها بين النقيضين.