افتتح معالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس يوم الخميس 02/ 03/ 1438هـ، اللقاء الثاني عشر لعمداء الدراسات العليا بالجامعات السعودية، الذي نظمته عمادة الدراسات العليا والبحث العلمي بجامعة أم القرى، تحت عنوان "الإسهامات الممكنة للدراسات العليا في الجامعات السعودية لتحقيق رؤية المملكة 2030م"، بحضور أمين عام مجلس اللجنة المكلفة بمهام مجلس التعليم العالي الدكتور محمد بن عبد العزيز الصالح، ووكلاء الجامعة، وذلك بقاعة الملك فيصل بن عبدالعزيز، بالمدينة الجامعية بالعابدية.
وقد استهل اللقاء بآيات من القرآن الكريم، ثم ألقى عميد الدراسات العليا والبحث العلمي بجامعة أم القرى الدكتور صالح بن عبدالله الفريح كلمة بهذه المناسبة، تحدث فيها عن دور عمادات الدراسات العليا بالجامعات السعودية والبرامج التي تقدمها، مؤكداً أن المرحلة الحالية والمستقبلية تتطلب رؤية جديدة لدور العمادات تتماشى مع رؤية المملكة 2030م، لتحويلها إلى واقع ملموس ونتائج مشاهدة ومستقبل مشرق.
بعد ذلك ألقى أمين عام مجلس اللجنة المكلفة بمهام مجلس التعليم العالي الدكتور محمد بن عبدالعزيز الصالح، موضحاً أنه من خلال اللقاءات الدورية لعمداء الدراسات العليا تم الوصول إلى توصيات وحلول تم من خلالها تطوير لائحة الدراسات العليا، مشيراً أن جامعة أم القرى وفقت في اختيار عنوان اللقاء الثاني عشر لعمداء الجامعات السعودية ومدى إسهام الدراسات العليا في رؤية المملكة 2030م، وقال: إن عمادات الدراسات العليا عليها دور كبير في هذا الجانب، لافتاً إلى أن الكثير من البحوث التي تطرح في مختلف الجامعات يجب أن يتم إعادة النظر فيها لتوجيه تلك البحوث بما يخدم تنمية الوطن.
وأضاف أنه لا بد من إعادة النظر في بعض البحوث النظرية التي صدرت، مطالباً عمادات الدراسات العليا بالتركيز على البحوث التطبيقية والبحوث النوعية التي تؤدي إلى منتج نهائي يخدم الوطن والمواطن، مشيراً أنه يجب على عمادات الدراسات العليا أن تحقق مبدأ التنافسية والتي أكدت عليها رؤية المملكة 2030م من خلال كشف المواهب الموجودة لدى طلبة الدراسات العليا بصفة أن هذه العقول المتمكنة في كل جامعة، ولذلك على العمادات استغلالها وترجمتها لتنمية المجتمع.
وتطرق الدكتور الصالح إلى نظام الجامعات الجديد، مبيناً أن نظام مجلس التعليم العالي والجامعات انتهى بانتهاء مجلس التعليم العالي السابق بعد صدور الأوامر السامية بذلك بإنهاء مجلس التعليم العالي، مؤكداً أنه تم تشكيل لجنة بأمر سامٍ تحت مسمى اللجنة المؤقتة المكلفة بأعمال مجلس التعليم العالي بدعم من قبل معالي وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسي للقيام بوضع نظام جديد للجامعات، لافتاً أن هذا النظام يأخذ في عين الاعتبار الكثير من التوجهات والرؤى والأهداف التي تضمنتها رؤية المملكة 2030م.
وأوضح أن النظام الجديد سيعطي الجامعات المزيد من المرونة والاستقلالية في صنع القرارات الداخلية بها في الشؤون المالية والإدارية والأكاديمية، مضيفاً أن هذا النظام سيعمل على تعزيز مبدأ التنافس بصنع الشراكات مع القطاع الخاص، والعمل على توجيه الأبحاث العلمية لتكون منتجة للاستفادة منها في إتاحة الفرص للكفاءات في الجامعات لتولي المواقع المناسبة، وإعطاء الجامعات الاستقلالية الإدارية لاختيار الكفاءات التي تسهم في الارتقاء بالعمل داخلها، معتبراً أن آلية التعيين في النظام المقترح لن تكون تقليدية، ولن تكون وفقاً لنظام الانتخابات بشكلها المطلق، بل ستوضع لها آلية كفيلة باختيار الكفاءة المناسبة للعمل داخل الجامعات، كما سيتيح النظام الجديد مشاركة الكفاءات والقدرات المتميزة من خارج الجامعات في مجالس الجامعة.
ثم ألقى معالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس كلمة رحب فيها بالمشاركين في اللقاء، مشدداً على أهمية الخروج بتوصيات تتواكب مع رؤية المملكة 2030م من خلال ما سيطرح من أوراق عمل وأفكار ومقترحات تسهم بدورها في الارتقاء بمخرجات البحث العلمي.
وقال معاليه إن تطور الجامعات ينصب على اهتمامها وحرصها بمنظومة البحث العلمي وتطوير آلياته وفق متطلبات وحاجات المجتمعات لا سيما في التخصصات العلمية التي تخدم البشرية، مؤكداً أن وزارة التعليم وبدعم ومؤازرة من معالي الدكتور أحمد بن محمد العيسى حرصت على الدوام من خلال برامجها وخططها الاستراتيجية للوصول بالجامعات السعودية إلى مصاف الجامعات العالمية، منوهاً بالدعم السخي الذي تحظى به الجامعات من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وحكومته الرشيدة، متمنياً أن يحقق هذا اللقاء المبتغى والآمال المنشودة منه.
أثر ذلك انطلقت جلسات العمل برئاسة أمين عام مجلس اللجنة المكلفة بمهام مجلس التعليم العالي الدكتور محمد بن عبدالعزيز الصالح، حيث عقدت الجلسة الأولى برئاسة وكيل جامعة أم القرى للشؤون التعليمية الدكتور عبدالعزيز سروجي، وتحدث فيها بالورقة العلمية الأولى عميد الدراسات العليا والبحث العلمي بجامعة أم القرى الدكتور صالح بن عبدالله الفريح عن "استقطاب طلاب متميزين من خارج المملكة للدراسة في الجامعات السعودية ببرامج الدراسات العليا"، بينما تحدث في الورقة العلمية الثانية عميد الدراسات العليا بجامعة الملك سعود الدكتور طارق الريس عن "هندرة عمليات وإجراءات الدراسات العليا بجامعة الملك سعود لتحقيق رؤية 2030م"، فيما تحدثت ورقة العمل الثالثة التي قدمها عميد الدراسات العليا بجامعة الطائف الدكتور خالد السواط حول "الرؤية والتصنيف العالمي للجامعات"، وتطرقت الورقة العلمية الرابعة التي قدمها عميد الدراسات العليا بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور سعود السلمي عن "توجيه الرسائل العلمية والمشاريع البحثية في تحقيق أهداف رؤية 2030م"، واختتمت الورقة العلمية الأخيرة بالجلسة الأولى بورقة العمل التي قدمها عميد الدراسات العليا بجامعة الجوف حول "الخدمة المدنية وتصنيف البرامج من خلال تجربة جامعة الجوف".
فيما عقدت الجلسة العلمية الثانية برئاسة وكيل جامعة أم القرى للتطوير الأكاديمي وخدمة المجتمع الدكتور هاني بن عثمان غازي، وقدم فيها عميد الدراسات العليا بجامعة تبوك الدكتور أحمد المسعودي في ورقته العلمية حول "خطة مقترحة لعمادة الدراسات العليا بجامعة تبوك كنموذج مبسط لتفعيل رؤية المملكة 2030م"، وتحدث في الورقة العلمية الثانية عميد الدراسات العليا بجامعة الحدود الشمالية الدكتور عبدالصمد مرغلاني عن "أبعاد مشاركة عمادة الدراسات العليا في تحقيق رؤية 2030م للمملكة"، وناقشت الورقة العلمية الثالثة التي قدمها عميد الدراسات العليا بجامعة الملك سعود الدكتور طارق الريس حول "مساهمة الدراسات العليا بجامعة الملك سعود في تحقيق رؤية المملكة 2030م"، وتحدث عميد الدراسات العليا بجامعة الدمام الدكتور عبدالرحمن المهوس في الورقة العلمية الرابعة عن "الدراسات العليا بين مراجعة الأنظمة وتحقيق التوازن المالي"، فيما تحدثت الورقة العلمية الخامسة التي قدمها عميد الدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور ناصر المنيع عن "إسهامات عمادة الدراسات العليا في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في تحقيق رؤية 2030م"، واختتمت الجلسة العلمية الثانية بورقة العمل التي قدمها عميد الدراسات العليا بجامعة أم القرى الدكتور صالح الفريح عن "تعزيز النزاهة العلمية والشفافية في الرسائل العلمية".