دشّن معالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس وحدة التدريب والتعليم الطبي المستمر التي يشرف عليها معهد البحوث والدراسات الاستشارية، بحضور وكيل الجامعة للأعمال والإبداع المعرفي الدكتور نبيل بن عبدالقادر كوشك، ووكيل الجامعة للتطوير الأكاديمي وخدمة المجتمع الدكتور هاني بن عثمان غازي، وعمداء الكليات الطبية، وعدد من المسؤولين في المستشفيات، والممارسين الصحيين، وذلك بقاعة الملك عبدالعزيز التاريخية بالمدينة الجامعية بالعابدية.
بدأ الحفل الخطابي الكريم بآي من الذكر الحكيم، بعد ذلك ألقى عميد معهد البحوث والدراسات الاستشارية الدكتور علي بن محمد الشاعري كلمة أكد فيها أنه سيواصل التخطيط والعمل الدؤوب لبناء جامعة ريادية تنافس غيرها من الجامعات على مستوى العالم، لافتاً أن مسؤوليتنا في معهد البحوث والدراسات الاستشارية في هذا المجال مضاعفة، إذ أننا نحمل مهمة نقل وتوطين المعارف والتقنيات، وهو ما يسعى العالم المتقدم إليه لبناء اقتصاد مزدهر، ومجتمع معرفي متطور وقادر على الاضطلاع بمهماته والمنافسة العالمية.
وبيّن أنه تم قطع شوطٍ كبيرٍ في تبني نموذج الجامعات الريادية التي تأخذ دورها الفاعل في التنمية المستدامة الشاملة، وما تحقق أخيراً لجامعتنا من دعم لمبادراتها في التحول الوطني لهو دليل واضح على نجاح دورنا في هذا المسار، مشيراً أن مساهمتنا في تحقيق رؤية المملكة 2030 سيبقى هدفنا الأسمى الذي نسعى له، وافتتاح وحدة التدريب والتعليم الطبي المستمر هذا اليوم يصب في صميم رؤية المملكة 2030م، وتركز الرؤية على ثلاثة محاور؛ هي أعمدة التنمية المستدامة الشاملة، يأتي في مقدمتها المحور الاجتماعي، ويتمثل في بناء مجتمع حيوي، ذي قيم راسخة وبيئة عامرة وبنيان متين.
إثر ذلك ألقى عميد كلية التمريض المشرف على وحدة التدريب الطبي والتعليم المستمر الدكتور أيمن جوهرجي كلمة أوضح قال فيها "إن القطاع الصحي يشهد نهضة كبيرة من خلال التوسع في افتتاح المستشفيات الحكومية والخاصة، إلى جانب العناية بالمراكز الصحية الأولية والمستشفيات المتخصصة في توظيف الكوادر البشرية المؤهلة والمتخصصة"، مشيراً أنه يجب الحفاظ على هذه المكتسبات من خلال دور التدريب والتعليم الطبي المستمر لهذه الكوادر الصحية التي تخدم بجد واجتهاد في القطاع الصحي، لافتاً أن التدريب لا غنى عنه لأي منظمة حكومية فما بالكم بالقطاعات الصحية المعنية بأرواح البشر.
وقال إن مبادرة معهد البحوث والدراسات الاستشارية في جامعة أم القرى بإنشاء وحدة التدريب والتعليم الطبي المستمر، والتي يشارك فيها 9 كليات صحية في مختلف التخصصات (الطب، طب الأسنان، الصيدلة، العلوم الطبية، التمريض، والصحة العامة) لتكون مركزاً رائداً ومتميزاً للتدريب والتعليم الطبي المستمر تساعد على تحديث معلومات العاملين والعاملات في القطاع الصحي بكل ماهو جديد، وتكسبهم المهارات المطلوبة للقيام بأعمالهم على أكمل وجه، وتغير أي قناعات سلبية لديهم ليحل محلها القناعات الإيجابية كالمبادرة والطموح والإبداع.
وبيّن الدكتور جوهرجي أن الهيئة السعودية للتخصصات الصحية أقرت العديد من الامتحانات التصنيفية للعاملين في المجال الصحي وهي امتحانات مقرة من الجهات المعنية بالمملكة كأحد مهام الهيئة الأساسية، بهدف التأكد من توفر الحد الأدنى من المهارات السريرية والنظرية لدى كل من يباشر التعامل مع المريض في أي مؤسسة صحية بالمملكة، مما يضمن - بإذن الله تعالى - الحد من الأخطاء الطبية، والمحافظة على سلامة المرضى، مشيراً أن العديد من خريجي وخريجات الكليات الصحية بالمملكة الأهلية منها والحكومية لا يستطيعون اجتياز اختبارات الهيئة للتصنيف المهني؛ فلذلك كان من إحدى أهداف وحدة التدريب والتعليم الطبي المستمر تقديم برامج تأهيلية ودورات تدريبية مكثفة في هذا المجال لهذه الفئة بهدف سد الفجوة المعرفية والمهارية وإعادة تأهيلهم بشكل جيد.
وفي ذات الشأن أكد معالي مدير الجامعة الدكتور بكري بن معتوق عساس أن تدشين هذه الوحدة يأتي استجابة للطلب المتزايد على البرامج التأهيلية الطبية في مجالات التدريب، وذلك نظير ما تمتلكه الجامعة من كوادر بشرية ذات تأهيل عالٍ، وأحدث التقنيات والمعامل الطبية المتخذة في التعليم والتدريب الطبي، مشيراً أن جميع برامج الكليات الطبية تم اعتمادها دولياً نتيجة تحقيقها للمواصفات والمعايير الدولية، لافتاَ أنه يجب تسخير هذه التقنيات والتجهيزات لخدمة المجتمع لبناء مجتمع لخدمة هذا الوطن المعطاء.
وثمّن الدعم اللا محدود الذي تحظى به الجامعة من قبل قائد هذه البلاد المباركة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نائف، وسمو ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان – حفظهم الله، مما مكنها في التميز في العديد من المجالات؛ والتي من أهمها البحث العلمي الذي خرج عنه العديد من براءات الاختراع التي تحولت إلى منتجات ملموسة تحت شعار "صنع في مكة"، والتي تم الاستفادة منها بشكل فعلي على المستوى المحلي والخليجي، كما ثمّن متابعة معالي وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى؛ والذي كان له الأثر الإيجابي في العملية التعليمية، متقدماً بجزيل الشكر والتقدير لوكيل الجامعة للأعمال والإبداع المعرفي الدكتور نبيل بن عبدالقادر كوشك وكافة الفريق الذي يعمل معه على تميزه في العديد من المجالات، كما تقدّم بالشكر إلى عميد معهد البحوث والدراسات الاستشارية الدكتور علي الشاعري وكافة الفريق الذي يعمل معه على إعداده لوحدة التدريب والتعليم الطبي المستمر بالشراكة مع الكليات الطبية بالجامعة.