تفاعلت جامعة أم القرى ممثلة في كلية اللغة العربية، تزامنًا مع اليوم العالمي للغة العربية (18 ديسمير من كل عام)، بمحاضرة علمية بعنوان "التثقيف اللغوي وصناعة الهوية"، قدمها أستاذ اللغويّات بقسم الدراسات العليا الدكتور سليمان العايد، بحضور عميد الكلية عبدالله القرني، ووكلاء ورؤساء الأقسام.
وأكد أستاذ اللغويّات في محاضرته بقاعة احتفالات الكلية بالمدينة الجامعية في العابدية، على أهمية تبني مشروعات لغوية، تحوِّلُ العلومَ التخصصية إلى ثقافة عامة يتداولها المجتمع بلغته الأم، وتحظى بالترجمة العلمية لكل ما يستجد من معارف وعلوم.
وشدد الدكتور سليمان العايد، على علاقة اللغة بالهويّة، مؤكداً أن اللغات تستمد قوّتها من قوّة أهلها، ودعا إلى تصحيح مفهوم الاعتزاز بالعربية، ونقدِ اختزال اللغة في قواقع ضيقة.
وقال: "إن هناك ضرورة أن يضمَّ الخطابُ اللغويُّ العقلي الإقناعي إلى الجانب الروحي العاطفي، وأن تصاحبه برامج عملية لمعالجة المشكلات اللغوية، مع الاهتمام بالنظرة الكلية والاهتمام بالتخطيط اللغوي، وتبنّى سياسة لغويّة واضحة وممنهجة".
وتستضيف الكلية بالتنسيق مع مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز لخدمة اللغة العربية سنوياً علماء العربية من مختلف دول العالم، وتعقد اللقاءات والندوات المفتوحة، علاوة على أنها ترفد المؤسسات الثقافية من خلال منسوبيها بتقديم الأنشطة المجتمعية.
كما تسعى الكلية إلى إعداد جيلٍ من المعلِّمين والباحثين المتميّزين، وتنمية مواهب المبدعين من الشّباب، القادرين على تلبية متطلّبات التّنمية المستدامة، وتأصيل ثقافة لغويّة نامية ومنتمية، وبناء قاعدة فكريّة تنطلق من هوية الأمّة في التّصوّرات الفكريّة والإجراءات المنهجيّة، والعمل على تطويع التّقنيّة الحديثة للتّعليم والبحث العلميّ وخدمة للغة العربية وعلومها.