دشن معالي مدير جامعة أم القرى رئيس الهيئة الاستشارية لكرسي الملك سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ مكة المكرمة الدكتور بكري بن معتوق عساس بمكتبه بالمدينة الجامعية بالعابدية يوم الثلاثاء 26/ 12/ 1437هـ, وبالتزامن مع قاعة باشراحيل بمقر الدراسات الجامعية للطالبات، المجموعة الثالثة من إصدارات الكرسي البحثية؛ وهي (٧) سبعة كتب؛ تتضمن (٤١) بحثاً، أعدها (٥٠) باحثاً، وكان ذلك بحضور وكيل عمادة كلية الشريعة الدكتور طلال البركاتي، وعدد من المسؤولين عن البحث العلمي والباحثين والباحثات، ومن شطر الطالبات عميدة الدراسات الجامعية الدكتور هالة العمودي.
بدأ الحفل بكلمة لمعالي مدير الجامعة الدكتور بكري بن معتوق عساس، تحدث فيها مشيداً بالوطن وأمجاده بمناسبة اليوم الوطني، ومنوها بالنهضة العلمية في الجامعات، وبدور الباحثين في المجالات البحثية، ودور الكرسي في توثيق تاريخ مكة، وعناية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بالتاريخ والمؤرخين والعلوم، وما تشهده الجامعة من تطور وعطاء في عهده الميمون، مثمناً معاليه النتاج البحثي لكرسي الملك سلمان بن عبد العزيز للدراسات تاريخ مكة المكرمة وتميزه بالتنوع وغزارة الانتاج، وأسهامة في الفعاليات الثقافية، مشيداً بدور المشرف على الكرسي الدكتور عبدالله الشريف والباحثين من داخل الجامعة وخارجها، ودور الباحثة السعودية في النهضة العلمية في وطننا السعودي المعطاء مؤكداً على أهمية الدور الذي أنشئ من أجله هذا الكرسي خدمة لتاريخ مكة، وتعبيراً عن اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – بالتاريخ والمؤرخين والعلوم والثقافة، وهو الكرسي الذي تشرف بموافقته أيده الله على إنشائه وحمل اسمه الكريم، وتكرم بتدشين اتفاقية إنشائه، اهتماماً منه رعاه الله بالدراسات العلمية والتاريخية لمكة المكرمة وتوثيقها، وذلك في سياق رعايته حفظه الله للحرمين الشريفين وجهوده الجلية في خدمتهما.
ثم استعرض المشرف على الكرسي الدكتور عبد الله بن حسين الشريف الكتب المنشورة وإنجازات الكرسي عامة، تلا ذلك كلمتان؛ كلمة الباحثين، وألقاها رئيس قسم التاريخ في الجامعة الدكتور إبراهيم السلمي، وكلمة الباحثات ألقتها الدكتورة حياة الرشيدي وكيلة قسم التاريخ بالجامعة.
وجاءت الكتب المنشورة على النحو التالي:
كتاب: ( الطوافة والمطوفون ) الذي استعرض المشرف على الكرسي الدكتور عبد الله الشريف أهميته ومحتواه مبيناً: أن الكتاب يحتوي على بحوث ندوة الطوافة والمطوفين التي عقدها كرسي الملك سلمان بن عبد العزيز في جامعة أم القرى بالشراكة مع إمارة مكة المكرمة ووزارة الحج خلال الفترة ٢٢-٢٣ / ٢/ ١٤٣٥هـ، وعددها (٣٥) بحثاً منشورا في ثلاثة مجلدات لـ ٣٦ باحثاً وباحثة. وذكر أن هذا الكتاب يعد الأول في بابه؛ حيث دون تاريخ الطوافة عبر العصور منذ نشأتها حتى عهدنا السعودي الزاهر، وفق التوثيق البحثي المنهجي الأكاديمي، وقد تطرقت البحوث بموضوعاتها المتنوعة إلى مضامين محاور الندوة في جملتها، فتناولت مفهوم الطوافة ونشأتها التاريخية، وتطورها عبر العصور وبخاصة في العهد السعودي الزاهر الذي شهد تنظيمها وتطويرها، وتحويلها من الفردية إلى المؤسساتية، وتهيئتها ودعمها لتوفير أرقى الخدمات لحجاج بيت الله الحرام، والمطوفين، ودورهم، وكيفية اختيارهم، والشروط الواجب توفرها فيهم، ومهماتهم وخدماتهم، وأسرالطوافة، ومؤسساتها، واهتمام حكومة المملكة العربية السعودية بالطوافة والمطوفين، وأخبارها في كتب الرحالة، والوثائق التاريخية المتعلقة بها، وآثار الطوافة في المجتمع المكي اقتصادياً اجتماعياً وثقافياً.
وكتاب المشاعر المقدسة عبر العصور دراسة تاريخية حضارية الذي نشره الكرسي مؤخراً، وهو مؤلف علمي تاريخي، ألفه فريق بحثي من (٩) عضوات، هن:
أ.د. أميرة بنت علي وصفي مداح الباحث الرئيس، و أ.د. لمياء بنت أحمد شافعي، ود. عواطف بنت محمد نواب، ود. حياة بنت مناور الرشيدي، والباحثون المساعدون : د.سحر دعدع ود.جيهان الراجحي وأ.إيمان العصيمي وأ.سمر الأحمدي وأ.تهاني الحربي والمهندس مروان أمين فطاني.
وقد استعرض المشرف على الكرسي الدكتور عبد الله بن حسين الشريف أهمية الكتاب ومحتواه العلمي، وأنه مشروع بحثي تبناه الكرسي وهو الأول في بابه بتدوين تاريخ جامع ومختصر للمشاعر المقدسة عبر العصور، إذ لم تدرس في دراسة جامعة عبر هذا التاريخ قبل ذلك، ويعد الكتاب نواة لدراسات أكثر عمقاً وتفصيلاً.
وذكر الدكتور الشريف أن الكتاب تناول تاريخ المشاعر منذ ما قبل الإسلام الى إلعصر الحديث، ووصفها وبين حدودها ومعالمها، والأحوال السياسية والحوادث التي تعرضت لها وأثر الفتن في أمنها، والأحوال العلمية والثقافية فيها، والدعوة والوعظ والإرشاد، كما تناول الجوانب الاقتصادية والبيئية في مواسم الحج، والجوانب العمرانية والحضارية.
وتحدث الكتاب عن التطور الهائل الذي شهدته المشاعر المقدسة في العهد السعودي الزاهر بعد ارتفاع أعداد الحجاج المطرد، وما حظيت به المشاعر من اهتمام ورعاية ملوك المملكة، والمشروعات الخدمية الكبرى التي أمروا بها، ومنها مشروع تطوير جسر الجمرات ونصب الخيام المضادة للحريق والطرق ووسائل النقل والمواصلات والاتصالات وقطار المشاعر وعمارة المساجد وتوسعتها ومشروع المجزرة الحديثة والإفادة من لحوم الهادي الأضاحي والمرافق والخدمات الصحية والماء والكهرباء والصرف الصحي والنظافة والأعمال الخيرية وتوفير الغذاء والجهود الأمنية، والتي أسهمت في أداء حجاج بيت الله الحرام نسكهم في أمن ويسر ورخاء واطمئنان.
وكتاب: (مكة المكرمة خلال الفترة ١٢٧٧-١٣٣٤هـ دراسة تاريخية حضارية) للدكتورة أريج بنت مسحل القثامي.
ويتناول هذا الكتاب المرحلة الأخيرة من الحكم العثماني في الحجاز، كما شهدت تلك المرحلة كثيراً من الأحداث العالمية المهمة التي لم تكن مكة المكرمة بمعزل عنها، ومنها قيام الثورة العربية التي انتهت على أثرها السلطة العثمانية في الحجاز، وقد تطرق الكتاب إلى سياسة الأشراف في إدارة دفة الحكم في مكة، وعلاقتهم بالقبائل الحجازية، والتنافس بين أمراء مكة والولاة العثمانيين على السلطة، ثم ينتقل للحديث عن سياسة العثمانيين في حكم مكة المكرمة وأثرها في الأوضاع، ويفصل في أثر حكم السلطان عبدالحميد الثاني على مجريات الأحداث، ثم سياسة الاتحاديين الجديدة في حكم مكة المكرمة.
كما يتناول الكتاب تنوّع النسيج الاجتماعي لسكان مكة المكرمة وأثره في عاداتهم وتقاليدهم، ودور نشأة الصحافة في نشر الوعي في المجتمع المكِّي، وأثر الأربطة في الحراك العلمي والثقافي في هذه المدة، كما يتطرق الكتاب أيضاً إلى الأوضاع الاقتصادية وأهم المنشآت والإصلاحات المعمارية في مكة المكرمة في تلك المرحلة الزمنية.
وأوضح المشرف على الكرسي أن معالي مدير الجامعة كرم الباحثين الذين أعدوا هذه الدراسات، ومنهم أيضاً الدكتورة: شيخة بنت صالح شعيب معدة كتاب: ( نيابة الأمير فيصل العامة في الحجاز في عهد الملك عبدالعزيز ١٣٤٤-١٣٧٣هـ)
و الدكتورإبراهيم بن عطية الله السلمي مؤلف كتاب: المراسيم والأوامر الملكية في رعاية مكة المكرمة والمشاعر المقدسة "دراسة وثائقية".
والأستاذ محمد بن حسين الحارثي معد كتاب: الموانئ البحرية الحجازية من البعثة النبوية إلى نهاية العصر المملوكي من البعثة حتى 923هـ "دراسة تاريخية حضارية".
والدكتورة جهان إبراهيم عبدالرحيم شار علي مؤلفة كتاب: الأعمال الحرفية في مكة المكرمة في العهد السعودي.
وثمن المشرف على الكرسي الدكتور عبد الله الشريف الدعم الكبير للكرسي من إدارة الجامعة ممثلة في مديرها الدكتور بكري عساس ودارة الملك عبد العزيز ممثلة في معالي المستشار في الديوان الملكي الأمين العام المكلف للدارة الدكتور فهد بن عبد الله السماري، وتطرق لإنجازات الكرسي البحثية؛ المتمثلة في ندوة علمية كبرى عن الطوافة والمطوفين ومحاضرة علمية للمؤرخ الهولندي أرنولد فروليك حول كتابات سنوك عن مكة المكرمة، ودورة تدريبية عن تخريج المرويات التاريخية، ورحلة علمية إلى معالم مكة التاريخية، ومعرض دائم للصور التاريخية لمكة المكرّمة، والمشاركة في عدد من اللقاءات الثقافية، وأن الكرسي عكف على نحو (٧٠) بحثاً علمياً محكماً نشر منها ( ٢٠) كتاباً و(٣٥) بحثاً في (٤٨) ألف مجلداً، وكتيباً أثرى بها المكتبة التاريخية، وبقية الدراسات تمثل المرحلة المستقبلية، وفي طريقها للنشر.
بعدها كرم معاليه الباحثين المشاركين في أبحاث الكرسي.