بارك معالي مدير جامعة أم القرى رئيس الهيئة الاستشارية لكرسي الملك سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ مكة المكرمة الدكتور بكري بن معتوق عساس نشر كتاب (المشاعر المقدسة عبر العصور .. دراسة تاريخية حضارية)؛ الذي أصدره الكرسي مؤخراً ضمن سلسلة كتب الكرسي التي بلغت عشرين كتاباً، ويعتبر مؤلفاً علمياً تاريخياً، ألفه فريق بحثي يتكون من 9 عضوات من هيئة التدريس بقسم التاريخ بجامعة أم القرى.
ونوه معالي الدكتور بكري عساس بالدور الذي أنشئ الكرسي من أجله خدمة لتاريخ مكة، وتعبيراً عن اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- بالتاريخ والمؤرخين، وهو الكرسي الذي حظي بموافقته -رعاه الله- على إنشائه وحمل اسمه الكريم، وتكرًم بتدشين اتفاقيته، اهتماماً منه بالدراسات العلمية والتاريخية لمكة المكرمة وتوثيقها، وذلك في سياق رعايته -حفظه الله- للحرمين الشريفين وجهوده في خدمة زائريها .
من جانبه ثمّن مدير جامعة أم القرى بالإنابة الدكتور ثامر بن حمدان الحربي الحراك البحثي لكرسي الملك سلمان بن عبدالعزيز لدراسة تاريخ مكة المكرمة، وتميزه بالحراك البحثي، وتنوع الموضوعات التي تناولت العصور التاريخية لمكة المكرمة وبخاصة مكتسبات العهد السعودي الزاهر، وإسهامه في الفعاليات الثقافية، مثمناً دعم واهتمام معالي مدير الجامعة الدكتور بكري بن معتوق عساس، بجانب البحث العلمي بكافة مجالاته في الجامعة، مشيداً بالجهود التي يقوم بها عميد عمادة البحث العلمي نائب رئيس اللجنة الإشرافية للكراسي العلمية الدكتور فيصل بن أحمد العلاف من خلال تطوير الجانب البحثي في الكراسي العلمية بالجامعة، كما أشاد بالدور الذي يقوم به وكيل عمادة البحث العلمي للكراسي العلمية الدكتور عبدالوهاب بن عبدالله الرسيني، والمشرف على الكرسي الدكتور عبدالله الشريف، والباحثين الذين قاموا بالدراسات التاريخية التوثيقية والأكاديمية التي تبناها الكرسي ونشرها .
بدوره أوضح المشرف على الكرسي الدكتور عبدالله بن حسين الشريف أهمية الكتاب ومحتواه العلمي، لافتاً أنه مشروع بحثي تبناه الكرسي وهو الأول في بابه، حيث اشتمل على تدوين تاريخ جامع ومجمل للمشاعر المقدسة عبر العصور؛ إذ لم تدرس في دراسة علمية جامعة عبر التاريخ من قبل. ويعد الكتاب نواة لدراسات أكثر عمقاً وتفصيلاً، مبيناً أن الكتاب تناول تاريخ المشاعر منذ ما قبل الإسلام إلى العصر الحديث، ووصفها وبين حدودها ومعالمها، والأحوال السياسية والحوادث التي تعرضت لها وأثر الفتن في أمنها، والأحوال العلمية والثقافية فيها، والدعوة والوعظ والإرشاد، كما تناول الجوانب الاقتصادية والبيئية في مواسم الحج، والجوانب العمرانية والحضارية.
وأضاف أن الكتاب تحدث عن التطور الهائل الذي شهدته المشاعر المقدسة في العهد السعودي الزاهر بعد ارتفاع أعداد الحجاج المطرد، وما حظيت به المشاعر من اهتمام ورعاية ملوك المملكة، والمشروعات الخدمية الكبرى التي أمروا بها؛ ومنها مشروع تطوير جسر الجمرات والخيام المضادة للحريق، والطرق ووسائل النقل والمواصلات والاتصالات، وقطار المشاعر، وعمارة المساجد وتوسعتها، ومشروع المجزرة الحديثة والإفادة من لحوم الهدي والأضاحي، والمرافق العامة والخدمات الصحية والماء والكهرباء والصرف الصحي والنظافة، والأعمال الخيرية، وتوفير الغذاء، والجهود الأمنية التي أسهمت في أداء حجاج بيت الله الحرام نسكهم في أمن ويسر ورخاء واطمئنان.
وتطرق المشرف على الكرسي للإنجازات البحثية والثقافية التي حققها الكرسي والمتمثلة في ندوة علمية كبرى عن الطوافة والمطوفين، ومحاضرة علمية للمؤرخ الهولندي أرنولد فروليك حول كتابات سنوك عن مكة المكرمة، ودورة تدريبية، ورحلة علمية إلى معالم مكة التاريخية، ومعرض دائم لصور مكة التاريخية وغيرها من النشاطات الثقافية، ونحو (٧٠) بحثاً علمياً محكماً نشر منها (٢٠) كتاباً، و(٣٥) بحثاً، والبقية في طريقها للنشر.