ناقش عمداء معاهد الدراسات الاستشارية بالجامعات السعودية في لقائهم السنوي الثامن الذي عقد في جامعة أم القرى يوم الاثنين 5 ذي القعدة 1437هـ، بحضور معالي مدير الجامعة الدكتور بكري بن معتوق عساس، ومشاركة وكيل الجامعة للأعمال والإبداع المعرفي الدكتور نبيل بن عبدالقادر كوشك، ووكيل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن للدراسات والأبحاث التطبيقية الدكتور سهل بن نشأت عبدالجواد، دور المعاهد الاستشارية بجامعات المملكة ورؤيتها ومشاركتها في الاقتصاد المبني على المعرفة.
استهل اللقاء بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى عميد معهد البحوث والدراسات الاستشارية بجامعة أم القرى الدكتور علي بن محمد الشاعري كلمة أكد فيها على أهمية عقد هذا اللقاء بين العمداء لتبادل الخبرات وتناول الموضوعات التي تفِّعل دور معاهد الدراسات الاستشارات، وتقديم رؤى جلية تستفيد منها في تطوير أعمالها وبرامجها وتفعيل مشاركاتها البناءة والمثمرة في الاقتصاد المبني على المعرفة، ومساهمتها في التنمية المستدامة.
وتطرق في كلمته إلى محاور اللقاء ومضامينه وأوراق العمل المقدمة فيه، متمنياً أن يخرج العمداء بالتوصيات التي تسهم في تعزيز دور المعاهد الاستشارية بالجامعات السعودية، وتحقق الأهداف المرجوة لخدمة الوطن والمواطن، كما عبّر عن شكره وتقديره لمعالي مدير الجامعة على افتتاحه ودعمه لهذا اللقاء، واهتمامه الشخصي بمعهد البحوث والدراسات الاستشارية بالجامعة، كما شكر وكيل الجامعة على حرصه ومتابعته المستمرة لبرامج ونشاطات المعهد.
بعدها ألقى وكيل جامعة أم القرى للأعمال والإبداع المعرفي الدكتور نبيل كوشك كلمة أوضح فيها أن مجال الدراسات الاستشارية أصبح من المجالات الحيوية والمهمة للجامعات التي تقدم الطاقة الكامنة لدى أعضاء هيئة التدريس من الحصيلة العلمية والمعرفية، مستشهداً بتجارب الجامعات العالمية في الاستفادة من مجال الاستشارات عبر إنشاء شركات تابعة حققت من خلالها أرباحاً وعوائد مادية مجزية في المجالات الحيوية والتخصصية.
وأكد الدكتور كوشك أن مجال الاستشارات يعود بالفائدة على أعضاء هيئة التدريس، مطالباً أعضاء هيئة التدريس بالخروج ونقل المعرفة للمجتمع، وخدمة القطاعين العام والخاص، والتزود بالمهارات التدريبية المختلفة التي تحقق لأعضاء هيئة التدريس الخبرات الكافية.
عقب ذلك ألقى معالي مدير الجامعة الدكتور بكري بن معتوق عساس كلمة رحب فيها بالمشاركين في اللقاء، مؤكداً أن توجه المملكة في المرحلة القادمة، وسعيها الدؤوب لبناء اقتصاد مبني على المعرفة، ووضعها للعديد من الاستراتيجيات والبرامج عبر جهات متعددة جعل من الجامعات السعودية تتخذ على عاتقها هذه المسؤولية لخدمة هذا الوطن من خلال الدور الذي تقوم به معاهد البحوث والدراسات الاستشارية وشراكاتها الفاعلة الداخلية والخارجية لتحقيق هذا الهدف.
وبيّن أن جامعة أم القرى وبفضل من الله ثم بالدعم الذي حظيت وتحظى به من القيادة الرشيدة -وفقها الله- عملت على إنشاء وكالة للأعمال والإبداع المعرفي للقيام بدورها في هذا الصدد؛ فكان معهد البحوث والدراسات الاستشارية أحد أذرعها الأولى التي أسهمت في تحقيق العديد من الخطوات والمنجزات التي بلغتها الجامعة في تشكيل منظومة متكاملة تعمل جنباً إلى جنب بخبرات علمية قادرة للولوج إلى السوق والمنافسة محلياً وعالمياً سواءً في مجال الاستشارات أو غيرها من المجالات التي تخدم الاقتصاد المبنى على المعرفة، وتسهم بدورها في التنمية الوطنية المستدامة.
وعبّر الدكتور عساس في ختام كلمته عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد -حفظهم الله- لدعمهم واهتمامهم بالمسيرة التعليمية في بلادنا، ولمستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، ولمعالي وزير التعليم على اهتمامهما ومتابعتهما لمسيرة الجامعة وكافة برامجها العلمية والتعليمية.
وقد ناقش المشاركون في الجلسة العلمية الأولى ثلاث أوراق عمل قدمها الدكتور مبارك الحربي من جامعة الأمير سطام، والدكتور معاذ مجددي من جامعة طيبة، والدكتور حسين دغريري من جامعة جازان، حول موضوع "الشراكات والتحالفات"، وهدفت جميعها للوصول إلى صيغ معينة لتحفيز المعاهد لإنشاء شراكات تعاون وتحالفات فيما بينها لإيجاد بدائل لمواجهة سيطرة الشركات الكبرى على السوق ومشاريع الأعمال. وتناولت الجلسة الثانية التي عقدت حول موضوع "التنمية المستدامة" أربع أوراق عمل قدمها الدكتور محمد قربان من جامعة الملك فهد للبترول، والدكتور إبراهيم اللحيدان من جامعة القصيم، والدكتور عبداللطيف الحديثي من جامعة الملك خالد، والدكتور محمد مفرح عسيري من جامعة نجران، وركز المشاركون فيها على تطوير وسائل الإنتاج بطرق لا تؤدي إلى استنزاف الموارد الطبيعية لضمان استمرار إنتاجها للأجيال القادمة (تلبية احتياجات الجيل الحالي دون إهدار حقوق الأجيال القادمة).
وناقش عمداء المعاهد الاستشارية في جلستهم الثالثة، أربع أوراق عمل قدمها كل من الدكتور علي الشاعري من جامعة أم القرى، والدكتور حمد العمران من جامعة المجمعة، والدكتور عبدالله الغامدي من جامعة الملك عبدالعزيز، والدكتور سعيد السعيدي من جامعة الملك سعود، حول محور (الاستشارات والتدريب "رؤية مستقبلية").
وفي المحور الرابع للقاء حرص المشاركون من خلال "متابعة وتقييم التوصيات" للخروج بتوصيات واقعية تعمل على تطوير وتحسين الأداء وجودة المخرجات التي ينتظرها المجتمع من معاهد الاستشارات ومن الجامعات السعودية لخدمة الوطن.