نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- افتتح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا ورئيس لجنة الإشراف العليا لمعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة، مساء يوم الثلاثاء 17 شعبان 1437هـ، الموافق 24 مايو 2016م، الملتقى العلمي السادس عشر لأبحاث الحج والعمرة والزيارة الذي تنظمه جامعة أم القرى ممثلة في معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة يومي 17 - 18 شعبان 1437هـ، بقاعة الملك عبدالعزيز التاريخية بالمدينة الجامعية لجامعة أم القرى بالعابدية.
وكان في استقبال سموه لدى وصوله إلى مقر الحفل صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، معالي وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى، معالي مدير الجامعة الدكتور بكري بن معتوق عساس، وكلاء الجامعة، وعميد معهد أبحاث الحج والعمرة الدكتور عاطف بن حسين أصغر.
وفور وصول سموه عزف السلام الملكي. وبعد أن أخذ سمو ولي العهد مكانه في المنصة الرئيسة بدئ الحفل الخطابي المعد لهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم. بعد ذلك ألقى عميد المعهد رئيس اللجنة التنظيمية للملتقى الدكتور عاطف أصغر كلمة أكد فيها أن هذا الملتقى حظي بدعم ورعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود –حفظه الله- والذي وجه بإقامته سنوياً عاماً في مكة المكرمة وعاماً في المدينة المنورة، فأصبح منارة علمية تستقطب الباحثين والمهتمين بكل ما من شأنه خدمة ضيوف الرحمن ورعاية الحرمين الشريفين. لافتاً أن هذه الرعاية منه -أيده الله- وافتتاح سمو ولي العهد له تأكيد لما توليه حكومة هذا البلد المعطاء من اهتمام كبير بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما.
وأفاد أنه يشارك في أعمال الملتقى لهذا العام صفوةٌ من باحثي الجامعات السعودية والعاملين المختصين بالأجهزة الحكومية، بلغ عددهم أكثر من مئة باحث ومشارك، يقدمون خلاصة خبراتهم في المجالات المتعلقة بالحج والعمرة والزيارة، من خلال ستين بحثاً وورقةَ عمل يطرحونها في محاور الملتقى؛ والتي شمَلت الدراسات الإدارية والاقتصادية، فقه الحج والعمرة والزيارة، ودراسات البيئة والصحةِ، إلى جانب محوري التوعيةِ والإعلام، والدراسات العمرانيةِ والهندسية، إضافةً إلى محور التقنيةِ وتطبيقاتِها، وآخر يتم فيه دراسة التجارب والخبرات ودورها في تطوير الخدمات.
وأوضح أن معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة بما يضمه من خبرات تراكمت على مدى أكثر من أربعين عاماً، وبما لديه من متخصصين في مختلف مجالات العلم والمعرفة؛ أصبح بيت خبرة يميزه عن كثير من مراكز البحوث والاستشارات، مثمناً النظرة الثاقبة لولاة الأمر -حفظهم الله- حين وجهوا بإنشاء المعهد ليكون المرجع الاستشاري للجنة الحج العليا ولجميع الجهات التنفيذية العاملة في الحج.
وأبان الدكتور الأصغر أن المعهد نال ثقة حكومتنا الرشيدة، حيث يحال إليه العديد من الأفكار والمقترحات والرؤى لدراستها علمياً وميدانياً، بما يحقق رؤى دولتنا المباركة نحو تطوير منظومة الحج والعمرة والزيارة خدمةً لضيوف الرحمن، معرباً عن شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، ولصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة رئيس لجنة الحج بالمدينة، على دعمهما للمعهد ومساندتهما المستمرة له، كما شكر معالي وزير التعليم على دعمه للبحث العلمي في المعهد والجامعة، مشيداً في ذات الوقت بما يقدمه معالي مدير الجامعة الدكتور بكري بن معتوق عساس من جهود حثيثة لدعم مسيرة المعهد.
إثر ذلك ألقى معالي مدير جامعة أم القرى المشرف العام على معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة الدكتور بكري بن معتوق عساس كلمة أوضح فيها أن المعهد تمكَّن خلال عقوده الأربعة من إجراء مئات الدراسات، وتقديم مئات المشاريع، وعقد عشرات اللقاءات والمنتديات؛ كل ذلك خدمة لضيوف الرحمن. لافتاً أن ما يقوم به المعهد هو جزء من نشاط جامعة أم القرى في خدمة الحج والعمرة والزيارة المنطلق من جهود حكومة المملكة العربية السعودية في خدمة الحجاج والمعتمرين.
وأكد معاليه أن هذه الدولة المباركة التي احتملت هذه المسؤولية العظيمة تعاقب عليها ملوكها، وتوارثت شرفها مؤسساتها وقطاعاتها المختلفة لم تدَخر وسعاً، ولم تأل جهداً، ولم تبخل بمال حتى شهد لها القاصي والداني، ثم هي في كل ذلك لا تَمْتن على أحد، ولا تستطيل بما عملت، بل تعد ذلك كله واجباً عليها وشرفاً لها ومفخرة تعتز بها.
وقال معاليه: "إنَّ تشريفَكم لهذا الملتقى هو آية من آيات عناية هذه الدولة المباركة بشؤون الحرمين الشريفين والحج والعمرة، وقد كان لكم – كما كان لسمو الأمير نايف بن عبدالعزيز -يرحمه الله- يدٌ طولى في دعم مناشط هذا المعهد، وفي القيام على شؤون الحجيج بشكل عام".
وأضاف معاليه: "لقد قرأت كما قرأ عامة المواطنين تغريدتكم المبتهجةَ بإطلاق رؤية المملكة، حيث قلتم: (أُهَنّئ الوطن بإطلاق رؤية السعودية 2030، وأَدْعَمُ عَضِيْدِي وأخي ويدي اليمنى محمد بن سلمان على هذه الرؤية الطموحة) -حفظ الله مَلِكَنا وحَفِظَ وَطَنَنا. وما من ريب أن هذه الرؤيةَ الطموحة ستنعكس إيجاباً على ما تقدمه المملكة العربية السعودية خدمة لضيوف الرحمن.
وأعرب عن شكره وتقديره لسمو مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة على دعمه لكافة مناشط الجامعة، كما شكر معالي وزير التعليم على متابعته المستمرة لجميع مسارات الجامعة العلمية والأكاديمية والبحثية والمجتمعية، مقدراً في ذات الوقت جهود منسوبي المعهد في تحقيق الدراسات والأبحاث التي تخدم كافة الخدمات المقدمة لقاصدي الحرمين الشريفين.
عقب ذلك شاهد سموه والحضور عرضاً مرئياً عن المعهد وإنجازاته العلمية والبحثية، ثم تفضّل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا ورئيس لجنة الإشراف العليا لمعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة بتكريم العديد من الشخصيات التي كان لها دور بارز وفعال في خدمة ضيوف الرحمن، ونالوا ثقة ولاة الأمر، وعملوا بتوجيهاتهم، وخدموا في أشرف البقاع، وقدموا نماذج مضيئة في حياتهم العملية؛ وهم معالي الدكتور بدر بن محمد حجار، ومعالي الدكتور أحمد بن محمد علي، والدكتور حبيب زين العابدين. كما تسلّم سموه هدية تذكارية من معالي مدير الجامعة بهذه المناسبة، وهدية مماثلة لسمو أمير منطقة مكة المكرمة. عقبها عزف السلام الملكي، ثم غادر سمو ولي العهد مقر الحفل بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم.
حضر الحفل وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة للشؤون الأمنية صاحب السمو الأمير سعود بن جلوي، ووكيل الإمارة المساعد للحقوق صاحب السمو الأمير فيصل بن محمد بن سعد، ومعالي وزير الحج الدكتور محمد صالح بنتن، ومستشار أمير منطقة مكة المكرمة المشرف على وكالة الإمارة للتنمية وأمين عام هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة الدكتور هشام بن عبدالرحمن الفالح، ومعالي نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام الدكتور محمد بن ناصر الخزيم، ومعالي أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار، ومدير شرطة منطقة مكة المكرمة اللواء عبدالعزيز بن عثمان الصولي، وعدد من المسؤولين بمكة المكرمة.