في إطار السعي الحثيث لتعزيز معايير السلامة والصحة المهنية في بيئات العمل السعودية والخليجية؛ استضافت جامعة أم القرى ممثلة في معهد البحوث والدراسات والخدمات الاستشارية بالتعاون مع المجلس الوطني للسلامة والصحة المهنية والمكتب التنفيذي لوزراء العمل لدول مجلس التعاون الخليجي ورشة عمل استراتيجية تحت عنوان: “الاستراتيجية الخليجية للسلامة والصحة المهنية”؛ وذلك بحضور نخبة من الخبراء والمسؤولين وصنّاع القرار في القطاعين العام والخاص.

انطلقت أعمال الورشة بمداخلات من المجلس الوطني للسلامة والصحة المهنية والمكتب التنفيذي لمجلس وزراء العمل؛ حيث أكّدت الكلمات الافتتاحية على أهمية تعزيز ثقافة السلامة المهنية كجزء لا يتجزأ من التنمية المستدامة في الخليج.

وتضمن اليوم الأول: استعراضًا لأبرز التجارب الدولية والإقليمية الرائدة؛ من بينها تجربة الاتحاد الأوروبي EU OSHA، وتجربة دولة الكويت، وسلطنة عمان؛ بالإضافة إلى تجربة رابطة دول جنوب شرق آسيا (ASEAN)؛ مما أتاح فرصة مثمرة لتبادل الخبرات والممارسات المثلى بين المشاركين. واختتمت جلسات اليوم الأول بـ: مناقشة واقع السلامة والصحة المهنية في دول مجلس التعاون، والخروج بمؤشرات تحليلية دقيقة حول التحديات والفرص المتاحة في هذا المجال.

في اليوم الثاني: استعرضت المملكة العربية السعودية جهودها في تطوير استراتيجية وطنية شاملة للسلامة والصحة المهنية، والتي تتكامل مع التوجهات الخليجية الموحدة، وناقش المشاركون سبل تعزيز التعاون المشترك لتوحيد معايير السلامة المهنية بين دول المجلس.

واختتمت الورشة بجلسة تفاعلية تناولت: إدارة الاستراتيجيات، ومتابعة تنفيذ المبادرات؛ حيث قدّم الخبراء حلولًا عملية قابلة للتطبيق لتعزيز معايير السلامة المهنية في مختلف القطاعات.

تُوّجت أعمال الورشة بعدد من التوصيات الجوهرية التي من شأنها إحداث نقلة نوعية في منظومة السلامة المهنية على المستوى الخليجي، مع التركيز على رفع كفاءة الموارد البشرية، وتطوير التشريعات والسياسات التنظيمية، وتعزيز استخدام التقنيات الحديثة في إدارة المخاطر المهنية.