أوضح رئيس جامعة أمِّ القُرى أ. د. معدي بن محمد آل مذهب أن الجامعة تبذل سنويًّا الكثير من الجهود الحثيثة لخدمة حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين؛ مُسخِّرة بذلك طاقاتها: البشريَّة، والعلميَّة، والبحثيَّة، والإداريَّة؛ وغيرها لتوفير أفضل الخدمات؛ وذلك انطلاقًا من اهتمام المملكة العربيَّة السُّعوديَّة والقيادة الرشيدة بتطوير وتحسين تجربة ضيوف الرحمن، وتقديم أفضل الخدمات لهم.
وذكر أن استراتيجية الجامعة تضمَّنت جانبًا يُعنى بالأبحاث، والابتكارات، والخدمات: التَّعليميَّة، والتَّطوعيَّة، واللوجستية في مجال الحج والعمرة والزيارة؛ مثمِّنًا بذلك دعم معالي وزير التعليم؛ رئيس مجلس شؤون الجامعات الأستاذ يوسف بن عبدالله البنيان، و عناية وحرص مستشار خادم الحرمين الشَّريفين أمير منطقة مكَّة المكرَّمة صاحب السُّمو الملكي الأمير خالد بن فيصل بن عبد العزيز آل سعود، وسمو نائبه صاحب السُّمو الملكي الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز آل سعود -حفظهما الله-.
والجدير بالذكر أنه في موسم حج عام 1445هـ؛ يعكف معهد خادم الحرمين الشَّريفين لأبحاث الحجِّ والعمرة بجامعة أمِّ القرى على إجراء 29 دراسة بحثية متنوعة، يقوم عليها 50 باحثًا وأكثر من 400 جامع بيانات؛ وتتنوع مجالاتها بين: البيئية؛ والتقنية، والصِّحية، وإدارة الحشود، والتخطيط الحضري، والإثراء، والاستدامة؛ بالإضافة إلى: دراسات الأمن والسلامة، وقياس رضا الحجاج عن الخدمات المقدمة لهم بأكثر من 15 لغة مختلفة؛ منها: التركية، والهندية، والفارسية، والإنجليزية، والعربية، والروسية، وغيرها. كما بلغ عدد المستفيدين من منصة وفادة الإلكترونية للتدريب "عن بعد" 46,000 مستفيد، وطوَّر المعهد أكثر من 1500 خريطة إرشادية؛ وذلك بمشاركة أكثر من 27 جهة مستفيدة.
وتساهم الجامعة بخبرائها من خلال الدِّراسات والمشاريع الاستشاريَّة التي يقدمها معهد البحوث والدِّراسات الاستشاريَّة بالتَّعاقد مع الجهات المتخصِّصة؛ مثل: وزارة الحجّ والعمرة، ووزارة الصحة، ووزارة الشُّؤون البلديَّة والقرويَّة والإسكان؛ ممثلة في أمانة العاصمة المُقدَّسة، والمركز الوطني لإدارة النفايات، وبرنامج خدمة ضيوف الرحمن وغيرها؛ حيث بلغ عدد المستفيدين من البرامج التَّدريبيَّة والاستشارية ما يفوق 160,000 مستفيد في أكثر من 10 عقود استشارية، ولعل أبرزها مبادرة رافد الحرمين؛ الخاصة بتأهيل وتدريب العاملين؛ بالتعاون مع مركز ترخيص وتأهيل العاملين في خدمة ضيوف الرحمن؛ حيث وفرت المبادرة 100,000 فرصة تدريبية لأكثر من 10 حقائب تدريبية متنوعة؛ استفادت منها أكثر من 270 جهة، ومشروع الرقابة الصحية على الإعاشة؛ والذي يهدف إلى: تحقيق أعلى معايير السلامة الصحية والغذائية؛ بواقع 22,000 زيارة ميدانية، يقوم عليها أكثر من 400 من الخبراء والمشرفين والعاملين في مجال خدمات الإعاشة والتغذية. كما ينفذ المعهد عددًا من الدراسات البحثية والاستشارية تتعلق بصحة الحجاج ومقدمي الخدمات لهم لضمان صحتهم وسلامتهم أثناء أداء المناسك، كما شارك المعهد في تنفيذ مشروع الرقابة على بطاقة نسك بالتعاون مع شركة صلة وشركة زمام القوة؛ وذلك من خلال تدريب الفرق الخاصة بتشغيل بطاقة نسك؛ وبلغ عدد المتدربين 5838 متدربًا تم تدريبهم على مجموعة من المهارات اللازمة؛ لضمان تقديم الخدمات لضيوف الرحمن بأعلى معاير الجودة والإتقان. كما يقدم معهد البحوث والدِّراسات الاستشاريَّة بالتعاون مع شركة وادي مكة للتقنية والهيئة العامة للعناية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي ترجمة لخطب الجمعة وخطب العيدين إلى أكثر من 20 لغة متنوعة؛ واستفاد منها ما يقارب 5 مليون مستفيد حول العالم، فضلا عن ترجمة خطبة يوم عرفة لعدة لغات، ونفذت الجامعة مجموعة من المسابقات والهاكاثونات لدعم المبتكرين ورواد الأعمال في خدمة ضيوف الرحمن.
و سخَّرت الجامعة جهودها في مجال العمل التَّطوُّعي بالحجِّ؛ من خلال: إكساب المتطوِّعين المهارات اللازمة لهم، وتأهيلهم بالتَّنسيق مع الجهات المعنيَّة في الحجِّ؛ حيث نفذت الجامعة برنامجًا تأهيليًّا مع المديرية العامة للدفاع المدنية، و آخر مع وزارة الصحة؛ وبلغ إجمالي عدد المتطوِّعين من منسوبي الجامعة قرابة 2800 متطوِّع لهذا العام؛ وحرصت الجامعة على خلق العديد من الفرص اللازمة للمتطوِّعين بالتَّعاون مع الجهات المعنَّية؛ كالمديريَّة العامَّة للدِّفاع المدني، ومركز التَّطوُّع الصِّحي، وجمعيَّة درهم وقاية، وغيرها من الجهات. كما وفَّرت عمادة شؤون الطُّلاب فرق عشائر الجوالة المشاركة في موسم الحجِّ داخل الحرم الجامعي؛ وكان للأندية الطلابية عدد من المشاركات المجتمعية للترحيب بضيوف الرحمن؛ بالتعاون مع الجهات المختلفة.
وتُقدِّم الجامعة مجموعة من الخدمات اللوجستيَّة تقوم عليها: إدارة الأمن الجامعي، و إدارة المرافق والخدمات؛ بالإضافة إلى إدارة الاتصال المؤسسي؛ حيث تتيح مقرَّات الجامعة في موسم الحج للجهات المشاركة في الحجِّ كمراكز للإيواء، وعقد الاجتماعات، والمناسبات، واللقاءات قبل وأثناء وبعد الموسم؛ وتقدِّم لهم الخدمات المصاحبة لها.
والجدير بالذِّكر أنَّ الجامعة تُقدِّم برامج تعليميَّة نوعيَّة طبيَّة وإداريَّة شاملة ومُصمَّمة لتأهيل الدَّارسين من الطُّلاب في إدارة فعاليَّات الحجّ والعمرة؛ وذلك في كُليَّتي:( الطِّب، والإدارة والاقتصاد)؛ ويحظى الطُّلاب بتأهيل خاصّ من خلال دراسة مقرَّرات متنوِّعة، تغطي جوانب: إداريَّة، وصحيَّة، ومجتمعيَّة مختلفة.