نظَّمت جامعة أم القرى اليوم الأحد 23 رمضان 1438هـ، اللقاء السنوي السادس والعشرين للجنة الدعوة في أفريقيا بعنوان (أهل السنة والجماعة.. عقيدة ومنهجاً)، بحضور صاحب السمو الأمير بندر بن سلمان بن محمد آل سعود رئيس لجنة الدعوة في أفريقيا، ومعالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس، وعميد معهد تعليم اللغة العربية غير الناطقين بها الدكتور حسن بخاري، وعدد من الدعاة والعلماء بلجنة الدعوة في أفريقيا.
بدئ اللقاء بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، عقبها ألقى معالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس كلمة رحب فيها بضيوف الجامعة في رحابِ جامعةِ أمِّ القرى، قائلاً: "تُحيّيكم كُلّيّاتُها ومعاهدُها ومراكزُها، من جَنَباتِ البلدِ الحرامِ، وفي أرجائها عَبَقٌ من الكعبةِ والرُكنِ والمقامِ".
وأضاف مخاطباً معاليه الحضور قائلاً: "أيا دُعاةَ القارّةِ الخضراءِ: بأيديكم قَبَسُ الوحي ومِشكاةُ السُنّة، نورٌ يُبدِّدُ الظُّلماتِ، ويَشَقُّ نورُه في الأُفُقِ عَنانَ السّماءِ، في زمنٍ تاهتْ فيه الحقائقُ، واختلطتِ المفاهيمُ، فتعيَّنَ على النّاصحينَ من أهلِ العِلْمِ والدُّعاةِ أمثالِكم أنْ يُشمِّروا عن سواعدِ الجدِّ والعزمِ؛ لإرساءِ دعائمِ المنهجِ الحقِّ، وإعلاءِ رايتِه، وبيانِ صفائِه ونقائِه، ويُسْرِه وسماحتِه، واعتدالِه ووسطيّتِه – إنَّهُ مَنْهَجُ أهلِ السُنّةِ والجماعةِ، الضّاربِ بأطنابِه في أعماقِ تاريخِ الأُمّةِ، جيلاً بعدَ جيلٍ، بدءًا بجيلِ الصَّحابةِ الأكارمِ رضيَ اللهُ عنهم، ومروراً بالقرونِ المفضَّلةِ المشهودِ لها بالخيريّةِ، وانتهاءً بالأزمنةِ المتأخرةِ والمعاصرةِ، يحملُ الراية مِنْ كلِّ جيلٍ خيارُه وعُدولُه، يتوارثون المنهجَ الحَقَّ، ويتواصَوْنَ برَفْعِ رايتٍه في الأمّةِ، والعملِ على بثّهِ ونشرِهِ وتعليمِهِ، فكان منهجاً راسخَ الجذورِ، شامخَ البنيانِ، أبيضَ الصَّفْحَةِ، عَذْبَ المَورِد، صافياً نقيّاً".
وأضاف معاليه "إن من بين تراكُماتِ الأحداثِ المتتابعةِ اليومَ، ومن بين رُكامِ الأفكارِ المنحرفةِ، يبرزُ مَنْهَجُ أهلِ السُنّة كالذَّهب في بَريقِه وأصالتِهِ، وإنَّه لمِن آكَدِ واجباتِ الدُّعاةِ وأهلِ العلمِ والبصيرةِ اليومَ التداعي إلى إبانةِ حقيقةِ الإسلامِ، ورفضِ المساومةِ على مبادئِهِ وأصولِه، وكشفِ المتلبّسين زوراً بلباسِ أهلِ السُّنَّةِ والمختطِفِين لرايتِها".
مشيراً معاليه بأنَّ المملكةَ العربية السعودية في ظلِّ قيادةِ خادم الحرمينِ الشريفينِ الملكِ سلمانَ بنِ عبدالعزيز - حفظه الله، وبمؤازرة سموِّ وليِّ عهدِهِ، وسموِّ وليِّ وليِّ العهد - حفظهما الله، لَتُبْصِرُ فيما حباها الله بها من خدمةِ الحرمينِ الشريفين ثِقَلاً عظيماً وأمانةً ضخمةً، فيها من التَّبِعَةِ والمسؤوليةِ بقَدْرِ مافيها من الشرفِ والعزِّ والمجدِ، وليس بلدٌ أحقُّ أَنْ تَجتمعَ فيه هذه الصفوةُ والثُلّةُ المنتخَبةُ من دعاةِ إفريقيا لتقريرِ هذا الأصلِ العظيمِ المتعلّق بمفهومِ أهلِ السُّنَّةِ، مِنْ بلدِ الحرمينِ الشريفينِ.
سموَّ الأمير بندرَ بنَ سلمانَ رئيسَ لجنةِ الدَّعْوة في إفريقيا: ما زالتْ رؤاكم الثاقبةُ تدركُ - بفضل الله - أحداثَ الساحةِ وحاجةَ المرحلةِ، ولم تَزلْ هذه اللجنةُ المباركةُ بقيادةِ سموِّكم تستشرفُ ببصيرةٍ واعيةٍ واجبَ بلادِنا المباركةِ تُجاهَ الأمةِ الإسلاميةِ بعامةٍ، وتُجاه مسلمي أفريقيا بخاصةٍ، في استصحابٍ جليٍّ للرؤية المستقبليةِ 2030، التي تنطلقُ في إحدى مرتكزاتها من ثِقَل وعُمقِ المملكةِ العربيةِ السعوديةِ في العالمينِ العربيِّ والإسلاميِّ.
خاتماً كلمته بشكرِ الله على توفيقه وفضلِهِ، ثم بشكرِ سيدي خادمِ الحرمينِ الشريفينِ ووليِّ عهدِهِ الأمينِ ووليِّ وليِّ عهدِهِ على جهودِهم الكبرى في خدمةِ الإسلامِ والدَّعوةِ.
ثم ألقى كلمة ضيوف لجنة الدعوة في أفريقيا الشيخ أبو بكر سيلا من جمهورية مالي خريج كلية الشريعة بجامعة أم القرى أثنى فيها على جهود المملكة العربية السعودية لخدمة الإسلام والمسلمين، وحرصها الدائم على نشر العقيدة وتصحيحها في شتى أنحاء العالم.
بعدها ألقيت محاضرة بعنوان: "أهل السنة والجماعة عقيدة ومنهجاً" قدمها الدكتور عبدالرحمن بن عابد القصير عضو هيئة التدريس بمعهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، تحدث فيها عن مفهوم أهل السنة والجماعة ومنهجها، وعن أهل السنة في العقيدة والمنهج.
وفي ختام اللقاء تسلَّم صاحب السمو الأمير بندر بن سلمان هدية تذكارية من معالي مدير الجامعة، كما قدَّم سموه هديه تذكارية لمعالي مدير الجامعة، ثم كرَّم معالي مدير الجامعة الدعاة الأفارقة.