جامعة أم القرى

جامعة أم القرى

ملتقى أبحاث الحج يدرس تحويل إعاشة الحجاج إلى صناعة وفق الشروط


مشاركات - pubrel , الأخبار البارزة ,
أضيف بتاريخ - 2017/05/10  |  اخر تعديل - 2017/05/10

تركزت مناقشات الباحثين والمهتمين بشؤون الحج والعمرة في الجلسة العلمية الثالثة التي عقدت برئاسة معالي أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار حول "البيئة والصحة"، على جملة من المشروعات عبر ست أوراق عمل استهلها المهندس علي بن سليمان العلاوي من مؤسسة البيئة والتنمية لنظم الجودة بالورقة التي قدمها عن "الخدمات الغذائية المقدمة لضيوف الرحمن – رؤية لصناعة مميزة"، نبه خلالها إلى أهمية الارتقاء بمستوى الإعاشة للحجيج بتوظيف أحدث تقنيات الأغذية لإنتاج وجبات في متناول ضيوف الرحمن لتتواكب مع رؤية المملكة 2030 في تيسير الحج والعمرة، وتحقيق عائد مالي مجز للمستثمرين، وتقليل الهدر في الموارد، مشيراً إلى ضرورة تقديم خدمات غذائية مميزة للحجاج والمعتمرين، تكون مأمونة من الناحية الصحية، وتفي باحتياجات الحاج من الناحية الغذائية، مبيناً أن الخدمات الغذائية أصبحت رؤية للمستقبل وصناعة مزدهرة وخدمة مميزة.

ولفت إلى التطور السريع الذي تشهده المملكة العربية السعودية من الطبخ في المنازل والخيام إلى المطاعم ومطابخ الولائم إلى مطابخ الإعاشة والوجبات الجاهزة في الوقت الحاضر، فضلاً عن تنوع طريقة تقديم الوجبات من الأكل الجماعي إلى العبوات الفردية المغلفة بطريقة آلية ومحكمة.

وتوصَّل الباحثون الدكتور عبدالرحمن مطلق الخطابي من وحدة العلوم والتقنية والابتكار بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، والدكتور تركي محمد حبيب الله، والدكتور عصام عبدالحليم مرسي، والدكتور فتحي فوزي شعبان من معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة، وعبدالله دخيل الله المحمادي من إدارة التشغيل والصيانة بوكالة المسجد النبوي، وعاصم نشوان الاستشاري بإدارة التشغيل والصيانة بالمسجد الحرام، إلى أن تشغيل نظام الرشاشات الرذاذية في ساحات المسجد الحرام والمسجد النبوي يتطلب تركيب حساسات بمحيط تلك الرشاشات لوقف تشغيلها عند وصول الرطوبة النسبية إلى 40%، حيث إن زيادة الرطوبة النسبية عن 40% يزيد الشعور بالإجهاد الحراري، مؤكدين على ضرورة التنظيف الدائم والمستمر للرشاشات لزيادة معدل تدفق الرذاذ، وبالتالي زيادة محيط  تأثيرها.

وأشاروا إلى جدوى الرشاشات في خفض درجات حرارة الهواء الخارجي إلى 9 درجات مئوية في المتوسط، وقد يصل حمل التبريد خلالها إلى 52 كيلوات لمروحة الرذاذ الواحدة المستخدمة في ساحات المسجد الحرام مع كفاءة تبريدية تجاوزت 50%، علاوة على توفير 70% من الطاقة الكهربائية مقارنة بالطاقة التي يحتاجها نظام تبريد الفريون للحصول على نفس الحمل التبريدي، مما ساعد على انخفاض نسبة انبعاث ثاني أكسيد الكربون بمقدار 80%، مبينين أن ذلك يدل على أن هذا النظام يساعد بشكل كبير في خفض الطاقة الكهربائية المستهلكة لتوفير الراحة الحرارية والذي يعتبر صديقاً للبيئة.

وفي الجلسة ذاتها أكد الباحث الدكتور عبدالله بن فيصل السباعي من معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة من خلال ورقة عمل بعنوان "دراسة النفايات العضوية الناتجة عن خدمة الإعاشة بمساكن الحجاج في مكة وطرق تقليلها للحد من الهدر"، أن تقديم غير مألوف ساهم في تكوين أكبر نسبة لهدر الغذاء بمساكن حجاج أوروبا وأمريكا بنسبة 98% من إجمالي النفايات العضوية المتولدة بذلك المسكن، مفيداً بأن بقايا الأطعمة الصالحة للتناول في مساكن الحجاج بصفة عامة تراوحت نسبتها ما بين 49-98 % (معدل 76%) من إجمالي النفايات العضوية المنتجة، والتي تكونت بشكل أساسي من الأرز واللحوم والخبز.

وأوضح أن هناك تبايناً كبيراً في طرق تقديم الوجبات للحجاج بمساكنهم، مثل البوفيه المفتوح والبوفيه المقنن والوجبات الجاهزة مما يسبب اختلافاً في نسب الهدر، عازياً السبب إلى انخفاض جودة الوجبات المقدمة، وعدم مناسبة طرق تقديم الوجبات، وعدم تهيئة الظروف المناسبة بمكان تقديمها، والمغالاة في تنوع الأصناف المقدمة بالوجبات.

ونبه إلى ضرورة مراعاة الظروف الصحية للحجاج المصابين بأمراض مزمنة؛ وذلك بتقديم الطعام المناسب لهم، وأن ما يقرب من76% من النفايات العضوية كان من الممكن تجنبها لو وضعت آلية مناسبة للاستفادة القصوى من خدمة التغذية وإيقاف الهدر.

وشارك كل من الدكتور حسن قاسم محمد هريدي، والدكتور عبدالإله عبدالغني الفتني، والدكتور عبدالرشيد ياسين أيوب من المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة حائل في الجلسة بورقة علمية حملت عنوان "دراسة مدى جاهزية العاملين الصحيين وقبولهم للمخاطر في مواجهة التعامل مع الحالات المحتملة لفاشية متلازمة الشرق الأوسط التنفسية لفيروس كورونا في مستشفى للطوارئ بالمشاعر المقدسة بمنى خلال موسم الحج للعام 1437هـ - 2016م"، أكدوا خلالها جاهزية مقدمي الخدمة الطبية بمستشفى الطوارئ بمنى في مواجهة التعامل مع الحالات المحتملة لفاشية متلازمة الشرق الأوسط، مشيرين إلى أنه على الرغم من قلق العاملين من احتمال إصابتهم بالعدوى، إلا أن قبول المخاطر بينهم كان عالياً. ودعوا إلى تكثيف الجهود للتخفيف من حدة هذه المخاوف من خلال برامج التدريب وتوفير وسائل الحماية.

وخلص كل من الدكتور عمر بشير أحمد من معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة، والدكتور ياسر محمد عيد من كلية الفنون والتصميم الداخلي بجامعة أم القرى، والأستاذة هدى محمد عليط من كلية التصاميم والاقتصاد المنزلي بجامعة الطائف، خلال مشاركتهم بورقة علمية بعنوان "التطهير الذاتـي لكسوة الكعبة المشرفة باستخدام نانو تكنولوجيا التيتانيوم" إلى أن معالجة قماش كسوة الكعبة بمادة ثاني أكسيد التيتانيوم النانونية يكسبها قدرة التطهير المستمر، ويحد من تزايد الميكروبات سواء أكانت بكتريا أو فطريات ولأوقات طويلة، منوهين إلى ضرورة تطبيقه في صنع كسوة الكعبة.

وأفادوا بأن هذه الطريقة تعمل كمحفزات لتحطيم المواد العضوية والجراثيم بحيث يمكن جعل الأقمشة أن تطهر نفسها بنفسها من خلال معالجتها بفيلم رقيق جداً من أكسيد التيتانيوم النانومتري؛ والذي يعمل كعامل مساعد لتكسير وإزالة مواد الاتساخ والرائحة والبكتريا والبقع الملونة والمواد العضوية الضارة.

وتحدَّث كل من الدكتور شوكت محمد فتحي عبداللطيف من قسم الطب البيطري بكلية الزراعة والطب البيطري بجامعة القصيم، والدكتور بسام حسين مشاط، والدكتور إبراهيم حسين أحمد عبدالرحيم، والدكتور أسامة عطا الله من معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة، خلال ورقة علمية بعنوان "تقييم تجربة الاستفادة من مخلفات المجزرة الحديثة (ب) التابعة لمشروع المملكة العربية السعودية للإفادة من الهدي والأضاحي" عن أهمية الاستفادة القصوى من المخلفات الحيوانية لذبائح أغنام الهدي والأضاحي، مستشهدين بتجربة فعلية وعملية للاستفادة من الكبد بوصفه أحد الأعضاء المهمة الصالحة للاستهلاك الآدمي ليكون نموذجاً يمكن تكراره على باقي الأعضاء الأخرى، حيث تم حساب الوقت الفعلي المستغرق لتجهيز الأكباد المقبولة خلال فترة زمنية محددة حتى دخولها المجمدات، منوهين إلى الحاجة لوضع خطة استراتيجية علمية وعملية للاستفادة المستدامة من جميع الأعضاء الصالحة للاستهلاك الآدمي والمخلفات الحيوانية الأخرى.

جار التحميل