الملخص

تُعد الهوية جانباً هاماً لدى كل الأمم والشعوب، لأنها تمثل السمات والخصائص التي تربط أفراد المجتمع فيما بينهم، وعلاقاتهم مع غيرهم من الأمم، وبالتالي فهي بمثابة رمز للعمق والإرث التاريخي والحضاري لكل أمة. ومن هذا المنطلق كانت هذه الدراسة: (من دلالات الهوية الحس الوطني عند العرب قبل الإسلام)، حيث إن المشهد لتدوين التاريخ العربي يوضح بان علاقات العرب فيما بينهم يتلخص في أيام العرب وهي الحروب التي وقعت بين القبائل العربية، لخلافات بينهم أو بتحريض من الأمم المجاورة.، ولذلك ستركز الدراسة على أحد المواضيع التي توضح بأن العرب قبل الإسلام كانت لديهم هوية، وذلك بتحليل الحوادث التاريخية، وإبراز القيم الحضارية والسمات المشتركة التي شكلت عند العرب انتماء فوق الانتماء القبلي يتمثل في (الحس الوطني) ضد الأخطار التي تهدد العرب من غيرهم، متناسين خلافاتهم الداخلية، حيث إنهم لم يرتضوا بأن يكونوا تابعين لغيرهم من الأمم. وتهدف الدراسة إلى تفسير بعض الحوادث التاريخية بنظرة جديدة، يبرز فيها التاريخ العربي قبل الإسلام بصورة مختلفة عن التدوين السابق الذي لم يركز على الجوانب الحضارية، والقيم الأخلاقية التي تمتع بها العرب، وحث عليها الإسلام بعد البعثة. وخرجت الدراسة بالعديد من النتائج، التي توضح بأن العرب كان لديهم انتماء للقبيلة وهي بمثابة الكيان السياسي في عرف ذلك الزمان، وانتماء للأحلاف والجوار والولاء -عندما يتعلق هذا الأمر بمصير الأمة العربية- أكبر من الانتماء القبلي يتمثل في الحس الوطني، ومن ذلك أنهم ارتضوا مكة موطن لكل العرب، وفي ذلك تهيئة لهذا البلد المبارك، لاستقبال أهم حدث تاريخي وهو مولد وبعثة النبي الكريم ﷺ.

الكلمات المفتاحية

الهوية، الحس الوطني، العرب قبل الإسلام.       

كيفية الاستشهاد