عقدت اللجنة العلمية لكرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لدراسات تاريخ مكة المكرمة يوم الاثنين اجتماعها الأول برئاسة المشرف على الكرسي الدكتور عبدالله بن حسين الشريف في مقر الكرسي بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى، وبدأت الجلسة بكلمة للمشرف على الكرسي قدم فيها شكره لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على موافقته على إنشاء الكرسي ودعمه ورعايته له، وثمن جهود سموه في خدمة التاريخ والمؤرخين، كما وصل الشكر لمعالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري، ومعالي مدير الجامعة، ومعالي أمين دارة الملك عبدالعزيز على دعمهم للكرسي، وثمّن اهتمام وكلاء الجامعة وفضيلة عميد الكلية وعميد معهد البحوث والاستشارات، ثم عرض المشرف على اللجنة برنامج الكرسي والموضوعات المدرجة على جدول الأعمال وفي مقدمتها آليات العمل والتحكيم، وأولويات البرامج التي يمكن الشروع فيها خلال العام الأول، والمشاريع البحثية المقترحة لتنفيذ تلك البرامج، والإعلان للباحثين المتخصصين بتقديم مشاريعهم ودراساتهم المتعلقة بمجالات الكرسي، وكذلك دعوة طلاب الدراسات العليا لتقديم رسائلهم المتعلقة بتاريخ مكة لدعم دراساتهم الجادة والمفيدة ونشرها، وترك للجنة إبداء مرئياتها في عدد من الموضوعات في الاجتماع المقبل، كما افتتح المشرف بحضور اللجنة العلمية مقر الكرسي، ودشن موقع الكرسي الإلكتروني على موقع جامعة أم القرى.
وتحدث للمدينة المشرف على كرسي الأمير سلمان الدكتور الشريف عن نشأة الكرسي مشيراً أن كرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لدراسات تاريخ مكة المكرمة نشأ بناءً على موافقة سموه واستناداً على نظام مجلس التعليم العالي والجامعات، ومباركة وتمويل وزارة التعليم العالي، وموافقة مجلس جامعة أم القرى.
وقد دشن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بإمارة الرياض توقيع اتفاقية عقد إنشاء كرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لدراسات تاريخ مكة المكرمة يوم الأحد الموافق 24/ 03/ 1432هـ، بالشراكة بين جامعة أم القرى ويمثلها معالي مدير الجامعة الدكتور بكري بن معتوق بكري عساس، ودارة الملك عبدالعزيز، ويمثلها معالي الأمين العام الدكتور فهد بن عبدالله السماري، ومقره جامعة أم القرى.
وعن كيفية نشأة الكرسي وانطلاقة فكرته قال الشريف: جاء تأسيس كرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لدراسات تاريخ مكة المكرمة في جامعة أم القرى بموافقة ورعاية سمو الأمير سلمان، اهتماماً من سموه بعلم التاريخ، ودعماً للدراسات التاريخية وبخاصة تاريخ مكة المكرمة، بلد الله الآمن، الكعبة والحرم، المحج والمعتمر، المشاعر والشعائر والآيات، مولد المصطفى ودار مبعثه ومهبط الوحي، مهوى الأفئدة وقبلة المسلمين، وتأتي هذه المبادرة الكريمة من سموه استمراراً لجهوده في خدمة التاريخ الوطني والإسلامي لما عُرف عن سموه من حب للتاريخ وعناية بالمؤرخين واهتماماً بهذا العلم قراءةً ونقدًا ومتابعةً وروايةً وتصنيفاً ودعماً.
ومن مظاهر هذا الاهتمام رئاسة سموه لمجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز ورئاسته الفخرية للجمعية التاريخية السعودية، ورعايته لعدد من الندوات واللقاءات العلمية عن تاريخ المملكة العربية السعودية وتاريخ الجزيرة العربية، ولاشك أن جائزة سموه لدراسات تاريخ الجزيرة العربية شاهدٌ على مدى اهتمام سموه التاريخي، الأمر الذي حق لنا معه أن نصف سموه بــ «أمير المؤرخين»، مبينًا أن الكرسي سيكون مكملًا لدور مركز تاريخ مكة المكرمة ودارة الملك عبدالعزيز في خدمة التاريخ الوطني والإسلامي، كما أن شراكة دارة الملك عبدالعزيز مع جامعة أم القرى في كرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ مكة المكرمة ستكون إثراءً لحركة الفكر التاريخي وملهمةً لاستجلاء القيم العظيمة في تاريخ وطننا العزيز المملكة العربية السعودية خاصة، وتاريخ الجزيرة العربية والتاريخ الإسلامي عامة، ومنارة الهدى والنور مكة المكرمة، موضحاً أن شراكة جامعة أم القرى مع الدارة تمثل من وجهٍ آخر رغبتها في تعزيز الشراكة المجتمعية من خلال كراسي البحث في تحقيق رسالتها العلمية وتحقيق التميز والإبداع البحثي، كما تتمثل أهمية هذا الكرسي في جمعه بين رمزين سلمان ومكة، واشتراك جامعة أم القرى والدارة في القيام على أمره؛ مما يجعل الكل يستشرف لهذا الكرسي النجاح في تحقيق أهدافه، وإنجاز برامجه، وتميز دراساته.
وعن الهيكل الإداري للكرسي قال الشريف: صدر قرار مدير الجامعة الدكتور بكري بن معتوق عساس بتشكيل الهيئة الإشرافية على الكرسي برئاسة معاليه، وعضوية كل من أمين دارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد بن عبدالله السماري، وسعادة وكيل الجامعة للأعمال والإبداع المعرفي، ووكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي الأستاذ هاني بن عثمان غازي، وسعادة وكيل الجامعة الأستاذ دكتور عادل بن محمد نور غباشي، وسعادة عميد معهد البحوث العلمية والاستشارات الدكتور أسامة العمري، وفضيلة عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية الأستاذ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم، وسعادة المشرف على الكرسي الدكتور عبدالله بن حسين الشريف، كما صدر قرار معاليه بتشكيل اللجنة العلمية للكرسي برئاسة المشرف على الكرسي الدكتور عبدالله بن حسين الشريف وعضوية ثمانية من الأكاديميين المتخصصين في التاريخ والحضارة من الهيئة التدريسية بقسم التاريخ بالجامعة، ويشرف على الكرسي الدكتور عبدالله بن حسين الشريف بقرار من معالي مدير الجامعة، وللمشرف إدارة الكرسي حسب لائحة الكراسي الجامعية.
وحول تمويل الكرسي ومدته قال: مدة الكرسي خمس سنوات، وتمويله من وزارة التعليم العالي، غير أني آمل كمشرف على الكرسي ولما يمثله من أهمية في مجاله البحثي والعلمي، ولقيمته بحمل اسم الرمز الوطني ورجل الدولة وأمير المؤرخين سلمان بن عبدالعزيز، والرمز الديني المقدس مكة المكرمة أن يكون هذا الكرسي دائماً، وذلك بإيقاف وقف خيري في مكة المكرمة ينفق عليه فيحقق له الديمومة ولنشاطاته البحثية والعلمية والثقافية الاستمرار، وهذا ما سأسعى إليه مستقبلاً إن شاء الله.
وعن رؤية الكرسي ورسالته، بيَّن الشريف أن الرؤية تتمحور حول الريادة في خدمة تاريخ مكة المكرمة دراسةً وتحقيقاً ونشراً، والإسهام في تعميق المعرفة بتاريخها عبر العصور، أما رسالته فتتمثل في دراسة تاريخ مكة المكرمة وفق منهج تاريخي صحيح، وآليات بحثية أصيلة وحديثة، مؤكداً أن أهداف الكرسي سامية يسعى إلى تحقيقها وأهمها خدمة وإبراز تاريخ مكة المكرمة، ودعم البحث العلمي، وتعميق الفكر التاريخي، ودراسة تاريخ مكة المكرمة، وتمويل المشاريع البحثية فيه، وتحقيق مصادر التاريخ المكي، وترجمة المؤلفات في التاريخ المكي، ونشر مصنفات تاريخ مكة، وأن يكون الكرسي حلقة وصل بين الأكاديميين والباحثين في قسم التاريخ بجامعة أم القرى ومركز تاريخ مكة المكرمة، ومكملًا لدور المركز، ورافداً لدارة الملك عبدالعزيز في خدمة التاريخ الوطني، وعقد شراكات بحثية واستشارية مع المراكز العلمية والقطاعات الحكومية والأهلية في مجالات اختصاص الكرسي، وعقد اللقاءات والمناشط العلمية في حقل التاريخ المكي، ودعم طلاب الدراسات العليا بقسم التاريخ والباحثين في تاريخ مكة المكرمة، والإسهام في أعمال موسوعة الحج والحرمين الشريفين، وإثراء دور الجامعة العلمي في خدمة المجتمع، وتفعيل الدور المجتمعي في دعم البحث الهادف، وتوجيه البحث في خدمة المجتمع بدراسة القضايا التاريخية، والإسهام في حل المشكلات، وتوجيه البحث التاريخي إلى استقراء الماضي خدمةً للحاضر واستشرافاً للمستقبل، وأن تكون جامعة أم القرى مرجعاً لتاريخ مكة المكرمة.
وفيما يتعلق بالبرامج العلمية للكرسي التي يزمع القائمون على شأنه القيام بها لتحقيق رؤيته ورسالته وأهدافه، أشار إلى أن الكرسي سيقوم بعدد من البرامج المحققة لغاياته إن شاء الله ومنها القيام بالدراسات البحثية في الحقب والموضوعات والقضايا التاريخية والحضارية المتعلقة بتاريخ مكة المكرمة وحضارتها، وإقامة عدد من المحاضرات والندوات العلمية في مجالات الكرسي، وعقد حلقات نقاش ودورات تدريبية لأكاديميي وطلاب الدراسات العليا بقسم التاريخ، ودعم ونشر رسائل الماجستير والدكتوراه القيمة لطلاب الدراسات العليا المتعلقة بتاريخ مكة المكرمة، ودعوة الأستاذة والباحثين الزائرين من داخل المملكة وخارجها لإلقاء المحاضرات وإعداد الدراسات في تاريخ مكة المكرمة، ونشر بحوث المستكتبين في إصدارٍ علميٍ محكم، وتحقيق ونشر عدد من مخطوطات التاريخ المكي ذات الأهمية، وترجمة بعض المؤلفات الأجنبية القيمة في تاريخ مكة المكرمة إلى العربية، وأخرى من العربية إلى اللغات الأجنبية، ونشر مجموعة من المصنفات القيمة في تاريخ مكة المكرمة، وتعريف الأعمال المتميزة في تخصص الكرسي، وتطوير الدراسات التاريخية، وتمويل البحوث والدراسات المشتركة في مجال اختصاص الكرسي، وتقديم الاستشارات والدراسات ذات الصلة في تخصص الكرسي لجميع القطاعات الحكومية والأهلية، وإعداد فيلم وثائقي عن تاريخ مكة عبر العصور، ومنح جائزة سنوية للكرسي لأفضل إصدار أكاديمي في تاريخ مكة المكرمة وحضارتها، وإنشاء موقع إلكتروني للكرسي على موقع الجامعة للتعريف به، وتغطية أخباره وأنشطته العلمية.
الثلاثاء 1432/07/19 هـ، 2011/06/21 م - العدد: 17590