بإشراف معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور عبدالله بن عمر بافيل، عُقد ملتقى "المواطنة الرقمية"، الذي نظمته عمادة التعلم الإلكتروني والتعليم عن بُعد، بقاعة الملك عبدالعزيز التاريخية بالعابدية، وبقاعة الجوهرة بالزاهر، يوم الخميس 18 جمادى الأولى 1440هــ، الموافق 24 يناير 2019م.
تم الافتتاح بتلاوة عطرة من آيات بينات من ذكر الله الحكيم، ثم ألقى سعادة عميد التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد الدكتور خالد بن حاتم المطيري، كلمة رحّب فيها بمعالي مدير الجامعة، وبسعادة وكيل الجامعة للشؤون التعليمية الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن رشاد سروجي، وأصحاب السعادة وكلاء الجامعة، والمتخصصين، والعمداء، وأعضاء هيئة التدريس والطلاب. كما أبرز العناية الموصولة التي يوليها المقام السامي إلى الثقافة الرقمية باعتبار أن التحول الرقمي من العناصر المهمة والعوامل الأساسية في الوصول إلى تحقيق أهداف الرؤية 2030 للمملكة، كما أشار إلى أن المواطنة الرقمية هي ثقافة الحرص على القيام بالواجب والوعي باستخدام التقنية إلى جانب التمتع بالحقوق في ظل مجتمع المعلومات والمعرفة، كما أشار إلى عناية معالي وزير التعليم، واهتمام معالي مدير جامعة أم القرى بهذا الموضوع؛ ويتمثل ذلك في حرصهم على دعم كل المبادرات والمشاريع والملتقيات ذات الصلة.
وفي كلمته، أشار سعادة وكيل الجامعة للشؤون التعليمية الأستاذ الدكتور عبدالعزيز سروجي، إلى أن التقنية أصبحت حتمية تسكننا وترافقنا في جميع مسائلنا الحياتية اليومية، وثمّن دعم معالي مدير الجامعة وتشجيعه لتنظيم هذا الملتقى، تحت شعار: "من أجل مجتمع إلكتروني آمن"، كما قال: "إن الملتقى يسهم في نقل المعرفة، وتنمية المهارات في كيفية التعامل مع التطبيقات الإلكترونية، مشيراً إلى أن ما حققته وكالة الجامعة للشؤون التعليمية ممثلة في عمادة التعلم الإلكتروني والتعليم عن بُعد، يعد إنجازاً لجامعة أم القرى، كما نوّه بالمجهودات المثمرة التي تقوم بها عمادة التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد في إطار خدمات الدعم والمساندة للكليات والمعاهد التعليمية، وتقدم بالتهاني إلى قيادة الجامعة بمناسبة فوزها بجائزتين في مسابقات المركز الوطني للتعليم الإلكتروني في إطار برنامج الموارد التعليمية المفتوحة والمشاركة في منصة "شمس".
كما تناولت الكلمة سعادة وكيلة الجامعة لشؤون الطالبات الدكتورة سارة بنت عمر الخولي، حيث ثمنت دعم وتوجيهات معالي مدير الجامعة لجميع الفعاليات والأنشطة وتشجيعه لكل المبادرات، مشيرة إلى أهمية موضوع هذا الملتقى باعتبار أن له جوانب علمية وجوانب توعوية في إطار المساهمة في تحقيق الأهداف التي جاءت بها رؤية المملكة 2030، كما أشارت أن هذا الملتقى يعزِّز الوعي والإدراك بمفهوم المواطنة الرقمية، وشددت وكيلة الجامعة لشؤون الطالبات على أهمية إدراك ماهية المواطنة الرقمية وفهم مدلولاتها، كونه صمام الأمان لحماية المجتمع من الحياد عن أهدافه الأساسية للرقمنة.
ثم أحيلت الكلمة لسعادة وكيلة عمادة التعلم الإلكتروني الدكتورة هناء يماني، التي قدمت الدورة التدريبية الأولى في هذا اللقاء تحت عنوان: "الكائنات والمستودعات الرقمية التعليمية الآمنة: نحو جيل رقمي واعٍ". وأشارت في مداخلتها إلى أن المتعلمين في القرن الحادي والعشرين يتعرضون بشكل كبير لمنصات اتصال قوية عبر الإنترنت؛ مثل أدوات التواصل الاجتماعي، ويمكن لهذه المنصات أن توفر المعرفة والمعلومات والرؤى الفعالة حول الحقوق والمسؤوليات والمواطنة والواجبات ذات الصلة بالقرن الحادي والعشرين، وفي ضوء ذلك، يمكن القول بأن التعليم يمكن أن يكون الطريقة الأكثر فعالية لحماية الطلاب من المخاطر المرتبطة بالمشاركة عبر الإنترنت، حيث إن المستوى المتزايد لاستخدام الإنترنت من قبل الطلاب، سواء داخل المدرسة أو خارجها، يطرح سؤالاً مهماً جداً هو: "من سيمتلك هذا التحدي في توجيه الطلاب نحو مجتمع تكنولوجي منتج وآمن؟"؛ فإن تطوير المواطنة الرقمية يتطلب تعاوناً فعالاً بين المعلمين والطلاب والنظام التعليمي بأكمله من أجل صياغة قواعد سلوك فعالة وتسهيل السلوكيات المناسبة ثقافياً عبر الإنترنت، كما ذكرت أن أحد الواجبات المهمة للمعلمين في القرن الواحد والعشرين هو تعليم المتعلمين الحاليين عن الأمان السيبراني من أجل معالجة ومنع إساءة استخدام التكنولوجيا، حيث إن من الأهمية بمكان تثقيف الشباب حول المخاطر المتعلقة بالاستخدام غير المناسب أو غير الأخلاقي للتكنولوجيا، وليتم تحقيق ذلك يمكن الاستعانة بالمقررات الإلكترونية واسعة الانتشارMOOCs ، التي تعمل على نشر هذه المقررات عبر مساحات واسعة، فلا تتقيد بحدود جغرافية أو سياسية أو ثقافية، وإنما هي متاحة لمن يرغب من أي مكان، وفي أي وقت، عبر مواقع مجانية. كما أشارت إلى أن دور الآباء أساسي في تلقين الأبناء الاستخدام الأمثل للتقنية، وأنه يمكن اعتماد تقنية التلعيب مع الأطفال باعتبار التلعيب هو استخدام عناصر الألعاب في غير الألعاب، أي كيف نعلم الشباب بطريقة الألعاب، وأكدت أنه لا بد من الحرص على إحكام تأمين أسرارك على الإنترنت حتى لا تكون ضحية للتنمر الإلكتروني.
ثم انتظمت جلسة النقاش الأولى تحت عنوان: "الأمن السيبراني والحماية الإلكترونية لأمن المواطن والمجتمع"، شارك في فعالياتها في شطر الطلاب الأستاذ الدكتور عدنان بن عبدالعزيز قطب أستاذ الأمن السيبراني بكلية الحاسب ونظم المعلومات، والدكتور سالم بن محمد عبدالله المفرجي أستاذ مشارك في علم النفس بقسم علم النفس رئيس قسم علم النفس بكلية التربية، والدكتور خالد بن عبدالله المطرفي أستاذ مساعد في المحاسبة بكلية إدارة الأعمال، وشارك في فعالياتها في شطر الطالبات الأستاذة الدكتورة نورة بنت زيد الرشود أستاذ الفقه بقسم الأنظمة بكلية الدراسات القضائية والأنظمة وكيلة رئيس قسم الأنظمة، والدكتورة أريج بنت سليمان الفريح أستاذ مساعد في أمن قواعد البيانات بكلية الحاسب الآلي ونظم المعلومات، والدكتورة عهد بنت محمد الجرف أستاذ مساعد في أمن المعلومات بكلية الحاسب الآلي ونظم المعلومات. وكان مقررا الجلسة كل من: وكيل عمادة التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد الدكتور سلطان بن حامد المطيري، ووكيلة معهد البحوث والدراسات الاستشارية الدكتورة نورة بنت صالح الفاروقي.
وبعد صلاة الظهر، استأنف الملتقى فعالياته بدورة تدريبية ثانية، قدمها وكيل عمادة التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد الدكتور سلطان بن حامد المطيري، تحت عنوان: "الاستخدام الآمن للتطبيقات الإلكترونية والحماية من المخاطر"، وفي مقدمة العرض أشار الدكتور سلطان المطيري الأستاذ المساعد في الأمن السيبراني إلى أن الإحصائيات والدراسات تشيران إلى الأعداد المتزايدة في استخدام التقنية من الأطفال والمراهقين والكبار سواء كانت عبر أجهزة الحاسب الآلي أو اللوحية أو الجوال. ومع تزايد الاستخدام تتزايد المخاطر التي تقع على الصغير قبل الكبير؛ لذا كانت الغاية من استحداث ملتقى المواطنة الرقمية وتقديم دورة تدريبية عن الاستخدام الآمن للتطبيقات الإلكترونية والحماية من المخاطر، كما عمل المدرب على توضيح مجمل التطبيقات الآمنة وكذلك الخطيرة على الفرد وخصوصاً الأطفال والمراهقين، وكيفية الحماية منها، وأيضاً جعل ولي الأمر على دراية ووعي بما يقوم به الأبناء والبنات دون تدخل في خصوصياتهم. وتتخلل الدورة بعض الإحصائيات عن عدد المستخدمين لتلك البرامج وشبكات التواصل الاجتماعي بالمملكة العربية السعودية، كذلك تدريب المواطن على طرق الاستخدام الصحيحة والآمنة لأنظمة الجوال الذكية واللوحية وأجهزة الحاسب الآلي، وكذلك الأنظمة المتبعة بالمملكة العربية السعودية للجرائم الإلكترونية لرفع مستوى الوعي لدى المواطن وجعله أكثر دراية وأماناً.
ثم انتظمت جلسة نقاش ثانية تحت عنوان: "الثورة الرقمية وآفاق المواطنة الرقمية بين الحرية والاعتدال"، شارك في فعالياتها في شطر الطلاب الأستاذ الدكتور فريد بن علي الغامدي أستاذ المناهج وطرق التدريس عميد شئون أعضاء هيئة التدريس والموظفين، والدكتور محمد بن مبارك اللهيبي أستاذ مشارك في علم المعلومات عميد عمادة شؤون المكتبات، والدكتور خالد بن حاتم المطيري أستاذ مساعد في الشبكات والحاسب عميد عمادة التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد، وشاركت في شطر الطالبات الدكتورة هنادي بنت محمد بحيري وكيلة عمادة البحث العلمي أستاذ مشارك في البلاغة والنقد، والدكتورة زينب بنت محمد قاضي وكيلة كلية خدمة المجتمع والتعليم المستمر أستاذ مساعد في المناهج وطرق التدريس، والدكتورة هيفاء بنت عثمان فدا وكيلة مدير مركز بحوث اللغة العربية وآدابها مستشارة سعادة وكيلة الجامعة لشؤون الطالبات. وكان مقررا الجلسة كل من: وكيل عمادة التطوير الجامعي والجودة النوعية الدكتور محمد بن علي الغامدي، ووكيلة عمادة التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد الدكتورة هناء عبدالرحيم يماني.
وتجدر الإشارة أنه تم نشر استطلاع رأي على الشاشة الرئيسية عبر باركود للمشاركة من الزوار والحضور؛ الأول: حول الأمن السيبراني والوعي الأمني، والثاني: حول "التنمر الإلكتروني"، كما كان هناك سحب على جوائز قيمة للشطرين، وتم تكريم المشاركين في فقرات اللقاء، وكذلك سعادة وكيل الجامعة للشؤون التعليمية الدكتور عبدالعزيز سروجي، وسعادة وكيل الجامعة للفروع الدكتور عبدالمجيد الغامدي.
وفي خاتمة اللقاء أبرز سعادة عميد التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد الدكتور خالد المطيري، أهمية المواطنة الرقمية "Digital Citizenship"، باعتبارها الوسيلة المثلى لإعداد الأفراد للانخراط الكامل في المجتمع والمشاركة الفاعلة في خدمة الوطن، من خلال الاستخدام الأمثل لمعطيات التكنولوجيا الحديثة، وأشار إلى أن تنظيم هذا الملتقى يأتي بدعم من قبل معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور عبدالله بن عمر بافيل، وسعادة وكيل الجامعة للشؤون التعليمية الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن رشاد سروجي.